نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 8
إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [1]وذلك "أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى أصحابه وهم ثلاثمائة ونيف، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة، فاستقبل القبلة وعليه رداؤه ثم قال: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا. فما زال يستغيث بربه حتى التزمه الصديق من ورائه فقال: يا رسول الله! يكفيك بعض مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك" فأنزل الله هذه الآية [2].
وقوله: {مردفين} أي متتابعين، وقوله: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ} [3]، وإلا فهو قادر على نصركم ولهذا قال: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [4] أي: له العزة ولمن آمن به، حكيم فيما شرعه من القتال مع القدرة على إهلاكهم بدونه.
وقوله: {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدَامَ} [5] يذكرهم الله تعالى ما أنعم عليهم من إنزال النعاس عليهم في ذلك الموطن، قال ابن مسعود [6]: "النعاس في القتال أمنة من الله، وفي الصلاة (ومجالس الذكر) من الشيطان"؛ وقد أصابهم يوم أحد أيضا.
وقوله: {وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} الآية، وذلك أنهم حين ساروا إلى بدر كان بينهم وبين الماء رمل فأصاب المسلمين ضعف، وألقى الشيطان [1] سورة الأنفال آية: 9-10. [2] ابن جرير: 9/189 , ابن كثير: 2/289 , ابن الجوزي: 3/325، زاد المعاد: 2/87 , سيرة ابن هشام: 2/267. [3] سورة الأنفال آية: 10. [4] سورة الأنفال آية: 10. [5] سورة الأنفال آية: 11. [6] ابن جرير: 9/193 , ابن كثير: 2/291.
نام کتاب : مختصر تفسير سورة الأنفال نویسنده : محمد بن عبد الوهاب جلد : 1 صفحه : 8