قال ناسخه -عفا الله تعالى عنه وعن والديه-:
اعلم -وفقني الله وإياك- أَنِّي وقفتُ على صورة نسخةٍ من كتاب أبي زكريا هذا، فوجدتُّ نسختَه عتيقةً، مضبوطةً ضبطًا يكاد يكون تامًّا، قد عارضها غيرُ ناسخِها بنسخةٍ أخرى، لكنَّها مضطربةُ ترتيبِ الأوراقِ، ناقصةٌ من أولها وآخرها وفي أثنائها، منطمسةٌ ومنقطعةٌ بعضُ كلماتِها.
فرتَّبت أوراقَها، وأثبتُّها على الوَجْهِ كما هي، بهِجَاء أهلِ زمانِنا، مقتصرًا في ضبطِها على ما ترى، مجتهدًا في تصحيحِ خطئِها، وتتميمِ نقصِها، مشيرًا إلى ذلك بقولي في الحاشية: «في النسخة: كذا»، واضعًا ثلاثَ نقطٍ متوالياتٍ هكذا ... مكانَ الكلمةِ المنطمسةِ أو المنقطعةِ فيها، جاعلًا بين معقوفين هكذا [] ما كتبه غيرُ ناسخها في متنها أو حاشيتها تصحيحًا أو بيانًا لفرقٍ أو زيادةٍ.
وهذا أولُ ما ألفيتُ فيها: