responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : طريق الهداية مبادىء ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة نویسنده : محمد يسري إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 266
ويقول -رحمه الله: "وجماع ذلك: أنه سبحانه يتعرف إلى العبد بصفات إلاهيته تارة وبصفات ربوبيته تارة، فيوجب له شهود صفات الإلهية المحبة الخاصة والشوق إلى لقائه الأنس، والفرح به والسرور بخدمته والمنافسة في قربه والتودد إليه بطاعته، واللهج بذكره والفرار من الخلق إليه، ويصير هو وحده همه دون ما سواه، ويوجب له شهود صفات الربوبية التوكل عليه، والافتقار إليه والاستعانة به والذل، والخضوع، والانكسار له.
وكما ذلك أن يشهد ربوبيته في ألوهيته، وألوهيته في ربوبيته، وحمده في ملكه، وعز في عفوه وحكمته في قضائه وقدره، ونعمته في بلائه، وعطاءه في منعه، وبره ولطفه وإحسانه ورحمته في قيوميته، وعدل في انتقامه، وجوده وكرمه في مغفرته وستره وتجاوزه، ويشهد حكمته ونعمته في أمره ونهيه، وعزه في رضاه وغضبه، وحلمه في إمهاله، وكرمه في إقباله، وغناه في إعراضه، وأنت إذا تدبرت القرآن، وأجرته من التحريف وأن يقضي عليه بآراء المتكلمين، وأفكار المتكلفين، أشهدك ملكًا قيومًا فوق سماواته على عرشه يدبر أمر عباده، يأمر وينهى، ويرسل الرسل، وينزل الكتب، ويرضى ويغضب، ويثيب ويعاقب، ويعطي ويمنع، ويعز ويذل، ويخفض ويرفع، يرى من فوق سبع ويسمع ويعلم السر والعلانية، فعال لما يريد، موصوف بكل كمال، منزه عن كل عيب، لا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، ليس لعباده من دونه ولي ولا شفيع"[1].
فتبين مما سبق أن الإيمان بأسماء الله عز وجل وصفاته ليس هو المعرفة النظرية والتسليم المجرد بها، ونفي التحريف الكلامي والشبهات البدعية التي اكتنفتها وفقط، وإنما يتجاوز ذلك إلى تدبر مدلولاتها، وآثارها ومقتضياتها، والتعبد لله عز وجل بها.

[1] الفوائد لابن القيم ص67، 68.
نام کتاب : طريق الهداية مبادىء ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة نویسنده : محمد يسري إبراهيم    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست