نام کتاب : زهرة التفاسير نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 523
(جـ) والمرتبة التي تلي اليتيم في العطاء، هو المسكين وهو من أسكنته الحاجة، وهذا يشمل الزمِن أي المريض بمرض مع الفقر، وعدم القدرة على العمل، ويشمل أولئك الفقراء الذين لَا يملكون شيئا، ويتعففون عن أن يسألوا الناس، ولقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك " ليس المسكين هو الطواف الذي ترده التمرة والتمرتان واللقمة واللقمتان، ولكن المسكين هو الذي لَا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه " [1] وهو الذي ينطبق عليه قول الله تعالى: (لِلْفقَراءِ الَّذينَ أُحْصِروا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ. . .).
(د) والذي يلي المساكين ابن السبيل وهو الذي انقطع عن ماله، وصار في مكان لَا يجد فيه ما يمده بأسباب الحياة من طعام يطعمه، أو مال ينفقه أو مأوى يأوي إليه، ولذلك أطلق عليه ابن السبيل؛ لأنه انقطع إلا عن السبيل الذي يسير فيه، وإن إيتاء المال لهذا يكون بإعطائه ما يسعفه من قوت، وبإيوائه حتى يئوب، وإعطائه قدرا يصل به إلى بلده، ويصح أن يسهم في إنشاء مضيف يأوي إليه أبناء السبيل الذين ينقطع بهم الطريق، ولا يجدون مأوى، ولقد قال ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير، ومحمد الباقر: إن ابن السبيل هو الضيف الذي ينزل بالمسلمين، وهو لتعبير جدير ببني هاشم الأكرمين، فقد سماه ضيفًا يجب إكرامه.
(هـ) ويلي ابن السبيل في المرتبة التي تؤتى المال على حبه فيها السائلون وهم الذين يسالون ما يقوتهم من طعام أو مال يشترون به قوتهم، وهم لهم حق على كل مسلم له غنى أو فضل مال، وقد قال تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حقّ مَّعْلُومٌ
= وجاء في سن أبي داود: كتاب الخراج - أرزاق الذرية (2565) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْد اللَّه قَالَ كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقُولُ: " أنَا أوْلَى بالْمُؤْمِنينَ منْ أنْفُسِهِمْ مَنْ تَرَكَ مَالا فَلأهْله، وَمَنْ تَرَك دَيْنًا أو ضَيَاعًا فَإلَيَّ وَعًلَيَّ]. والضياع الأبناء والذَرية الَذينَ لَا يجدون من يعولهم. [1] روى مسلم: كتاب الزكاة: (1722) عَنْ أبِى هُرَيْرَةَ أنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: " لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَافِ اثَذي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ فَتَرُدهُ اللقْمَةُ وَاللقْمَتَان وَالتَمْرَةُ وَالتَمْرَتَانِ " قَالُوا: فَمَا الْمسْكِينُ يَا رَسُولَ اللَّه؟ قَالَ: " الذِي لَا يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ وَلا يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدقَ عَلَيه وَلا يَسْألُ النَّاسَ شَيْئا!.َ وبنحوه النسائي (2525).
ورواه أحمد عن أبي هريرة في مسنده (9422).
نام کتاب : زهرة التفاسير نویسنده : أبو زهرة، محمد جلد : 1 صفحه : 523