5 - {إِيّاكَ نَعْبُدُ وَإِيّاكَ نَسْتَعِينُ:} تقديره: نعبدك ونستعينك، فلمّا قدّم الضمير لكون [2] ذكره أهمّ من ذكر [3] العبادة قيل كذلك، مثاله قولهم: [إيّاه] [4] ضربت.
وإنّما حسن العدول عن المغايبة إلى المخاطبة لدلالة الحال أنّ المعنى واحد، كقوله: {وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً [مِمّا رَزَقْناهُمْ] [5]} تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ [النحل:56].
و (العبادة): الدّيانة، وهو التمسك بالطاعة في تذلّل وخضوع، منه قولهم: دانت له الرّقاب، ولا يعبد الله إلا من يطيعه [6].
و (الاستعانة): طلب العون، وهو في الأصل: نستعون، فنقلت كسرة الواو إلى الساكن قبلها [7] فانكسر ما قبل الواو فانقلبت ياء، نحو: ميعاد وميزان [8].
6 - {اِهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ:} أي: أرشدنا الطريق الواضح الذي لا ينثني ولا يضطرب، ويؤدّيك إلى مقصدك [9]. وهو شريعة نوح، وملّة إبراهيم، وعلومهما عليهما [10] السّلام. والمراد بهذا السؤال التثبّت والاستدامة [11] دون الاستئناف، كقولك للقائم [12]: قم حتى أرجع.
7 - {صِراطَ:} «بدل عن الصراط الأول» [13].
{الَّذِينَ:} اسم ناقص يحتاج إلى الصلة [14].
والإنعام ههنا التوفيق والتثبيت والختم بالسعادة.
{غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ:} وهم اليهود لقوله تعالى في شأنهم: {فَباؤُ بِغَضَبٍ عَلى} [1] ينظر: تفسير البيضاوي 1/ 59، وإرشاد العقل السليم 1/ 16. [2] في ع: ليكون. [3] في ع: ذلك. وينظر: تفسير البيضاوي 1/ 67 - 68. [4] يقتضيها السياق. [5] من المصحف. [6] ينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 48، وإعراب ثلاثين سورة 37، والنكت والعيون 1/ 58. [7] في ع: قبلهما. [8] ينظر: إعراب القرآن 1/ 173، وإعراب ثلاثين سورة 38، ومشكل إعراب القرآن 1/ 70. [9] ينظر: النكت والعيون 1/ 58، ومجمع البيان 1/ 65. [10] في ب: عليه. [11] في الأصل وب: والاستدانة، وفي ك وع: والاسدالة، والصواب ما أثبت. وينظر: النكت والعيون 1/ 59. [12] ساقطة من ب. وينظر: معاني القرآن وإعرابه 1/ 49، وتفسير البغوي 1/ 41، وزاد المسير 1/ 11. [13] مشكل إعراب القرآن 1/ 71، والبيان في غريب إعراب القرآن 1/ 39، وشرح جمل الزجاجي لابن هشام 121. [14] في ب: صلة. وينظر: إعراب ثلاثين سورة 41، ومشكل إعراب القرآن 1/ 71، والمحرر الوجيز 1/ 75.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 102