responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 665
قربانا، وأنشأ الله تعالى على قربانه ريح الرّاحة [1]، وبارك عليه وعلى بنيه، وابتنى نوح هناك قرية الثّمانين. قالوا: وغرس ما كان حمل في السّفينة من الفواكه، وافتقد الكرم، كان إبليس قد استرقه فردّه على شرط أن يكون ثلثاه له.
وزعموا أنّ أصحاب السّفينة لم يعقبوا إلاّ ثلاثة منهم: سام وحام ويافث، بنو [2] نوح عليه السّلام، ومن النّاس من أنكر هذا القول وقال: لو كان كذلك لقال الله تعالى في سورة بني إسرائيل: ذرّيّة نوح، ولما قال: {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ} [الإسراء:[3]]، ويدلّ على هذا المعنى أيضا قوله سبحانه وتعالى: {يا نُوحُ اِهْبِطْ بِسَلامٍ مِنّا وَبَرَكاتٍ عَلَيْكَ وَعَلى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ} [هود:48]، ويحتمل أنّ المراد بمن معه بنوه ونساؤهم دون غيرهم.
وأرباب الملك كلّهم في الأقاليم كلّها ما خلا الهنود والمانويّة [3] مقرّون معترفون بالطّوفان، ودلّتهم الدّلائل النّجوميّة على كونه أيضا قبل إسكندر بألفي سنة وسبع مئة واثنتين وتسعين [4] سنة، وقالت النّصارى: قبل إسكندر بألفي سنة وتسع مئة وستّ وخمسين سنة، (116 و) وقالت اليهود: قبل إسكندر بألف سنة وسبع مئة واثنتين وتسعين سنة، فتاريخ النّصارى أقرب إلى القبول وهو يتقدّم على تاريخ المنجمة بمئة وأربع وستّين، وكذلك على تاريخ مولد باسديو الهند يتقدّم على تاريخ [5] الهند بألف كاملة ومئتي سنة. وإنّما اخترنا تاريخ النّصارى؛ لأنّهم أعرف بإسكندر وأضبط للحساب على مذهب اليونانيّة، وعهدهم بالوحي السّماويّ أقرب من اليهود، وكتابهم أقلّ تحريفا وتبديلا، ولأنّ الطّوفان ينبغي أن يكون متقدّما [6] على مولد باسديو الهند لا محالة فإنّ الهند تهندت وتبلبلت الألسن، والله أعلم بالحقيقة.
قالوا: وعاش نوح عليه السّلام بعد الطّوفان مئتين وخمسين سنة، ثمّ استخلف سام على ولده، وتوفّاه الله تعالى إلى رضوانه، وندب سام أصحاب السّفينة إلى حمل تابوت آدم [7] عليه السّلام إلى الأرض المقدّسة بعد ما كثر النّاس وعاد إلى الأرض بهجتها وأنسها، فانتدب الخضر عليه السّلام وحمله إلى بيت المقدس ودفنه هناك، فهو [8] حيّ إلى اليوم، وهو صاحب موسى عليهما السّلام، وهو من أولاد قابيل، زعموا. وقيل: الخضر صاحب موسى بليا بن ملكان بن

[1] في ب: الراحلة.
[2] ساقطة من ب.
[3] في ب: والمانيوية.
[4] في ب: وتسعون، وهو خطأ.
[5] (المنجمة. . . تاريخ) ساقطة من ب.
[6] في ب: مقدما.
[7] ليس في ب.
[8] في ع: فهي.
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الفكر نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر    جلد : 1  صفحه : 665
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست