نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 115
ذلك {أَوْ كَصَيِّبٍ} "أو" ها هنا للعطف [1]، كقوله: {وَلَا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا} [2].
قال جرير [3] ([4]):
نَالَ الخلافةَ أو كانت له قَدَرًا ... كما أتى رَبَّه موسى على قَدَرِ
وقيل: "أو" للتخير كما في كفارة اليمين، فكأنما خير المخاطب بين ضرب المثَلين لهؤلاء المنافقين، إذ كُلُّ واحدٍ منهما يليقُ بحالهم. {كَصَيِّبٍ} كأصحاب صيّب، حذف المضافَ وأقام المضاف إليه مقامه ([5])، [1] أي بمعنى الواو، وهو الذي اختاره ابن جرير الطبري في تفسيره (1/ 356) وتكون في هذه الحال دالة على مَثَل كما دلت عليه ما قبلها في قوله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} ثم قال: كمثل صيب، والمعنى الثاني أنها للتفصيل بمعنى أن الناظرين في حال هؤلاء منهم من يشبههم بحال المستوقد الذي هذه صفته، ومنهم من يشبههم بأصحاب صيب هذه صفته. والمعنى الثالث: أنها للإبهام أي: إن الله أبهم على عباده تشبيههم بهؤلاء أو بهؤلاء. والمعنى الرابع: أنها للشك، بمعنى أن الناظر يشك في تشبيههم. المعنى الخامس: أنها للإباحة. المعنى السادس: أنها للتخيير: أي أبيح للناس أن يشبهوهم بكذا أو بكذا وَخُيِّروا في ذلك، والمعنى السابع: أنها بمعنى بل، وأنشدوا قول جرير:
بَدَتْ مِثْلَ قرن الشمسِ في رونق الضحى ... وصورتها أو أنت في العينِ أَمْلَحُ
أي بل أنت. وهذه المعاني السبعة ذكرها السمين الحلبي في تفسيره (الدر المصون 1/ 167). وذكر المؤلف هنا معنيين فقط هما العطف والتخيير. [2] سورة الإنسان: 24. [3] هو شاعر زمانه جرير بن عطية الخطفي التميمي البصري، مدح يزيد بن معاوية وخلفاء بني أمية، وشعره مدوَّن. وعن بشار الأعمى قال: أهل الشام أجمعوا على جرير والفرزدق والأخطل النصراني. كان جرير عفيفًا منيبًا توفي سنة عشر ومائة.
[سير أعلام النبلاء (4/ 590)؛ أبجد العلوم (3/ 75)]. [4] البيت للشاعر جرير كما في ديوانه (ص 205). [5] وقيل المحذوف مضافين وليس مضاف واحد، والتقدير: أو كمثلِ ذوي صَيِّبٍ، ولذلك رجع عليه ضمير الجمع في قوله: {يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} لأن المعنى على تشبههم بأصحاب الصيب لا بالصيب نفسه [الدر المصون 1/ 167].
نام کتاب : درج الدرر في تفسير الآي والسور - ط الحكمة نویسنده : الجرجاني، عبد القاهر جلد : 1 صفحه : 115