نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 119
يكون بالشر , غير أن الأكثر في الشر أن يقال: بَلَوْتُه أَبْلُوهُ بلاءً , وفي الخير: أَبْلَيْتُهُ أُبْلِيهِ إبْلاءً , ومن ذلك قولُ زُهَيْرٍ:
(جَزَى اللهُ بِالإْحْسَانِ مَا فَعَلاَ بِكُمْ ... فَأَبْلاَهُمَا خَيْرَ الْبَلاءِ الَّذِي يَبْلُو)
فجمع بين اللُّغَتين. قوله عز وجل: {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} فيه تأويلان: أحدهما: وإذ فصلنا بكم البحر , لأن الفرْقَ: الفصل بين الشيئين , فَفَرَقَ البحر اثني عشر طريقاً , وكان عددهم ستمائة ألفٍ وعشرين ألفاً , لا يُعَدُّ فيهم ابن عشرين لصغره ولا ابن ستين لكبره , وكان على مقدمة فرعونَ هامانُ في ألْفِ ألْفٍ , وسبعمائة حصانٍ , وذلك قوله: {فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ في الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ. إِنَّ هَؤُلاَءِ لَشِرْ ذِمَةٌ قَلِيلُونَ} [الشعراء: 53 , 54] وهذا قول السدي. والثاني: أن معناه: وإذ فرقنا بينكم وبين البحر , أي ميزنا , فأصل الفرق التمييز بين الشيئين , والفِرْقَةُ من الناس: الطائفة المتميزة من غيرهم. والبحر سُمِّيَ بحراً لسعته وانبساطه , ومنه قولهم: تبحَّر في العلم , إذا اتَّسع فيه , والبَحِيرَةُ: الناقةُ تُشَقُّ أُذُنُها شَقّاً واسعاً. قوله تعالى: {فَأَنْجَيْناكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} فحذف ذِكْرَ فرْعَوْنَ وإن غَرِقَ معهم , لأنه قد عُلِمَ دخوله فيهم. قوله تعالى: {وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ} يعني إلى فَرْقِ البحر , حتى سلكوا فيه , وانطباقه على آل فرعون , حتى غرقوا فيه.
{وإذ واعدنا موسى أربعين ليلة ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون} قوله تعالى: {وّإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً}:
نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 119