نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 144
{ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عما تعملون} قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم} اختلف في المُشَار إليه بالقسوة , على قولين: أحدهما: بنو أخي الميت حين أنكروا قتله , بعد أن سمعوه منه عند إحياء الله له , وهو قول ابن عباس. والثاني: أنه أشار إلى بني إسرائيل كلهم , ومن قال بهذا قال: من بعد ذلك: أي من بعد آياته كلها التي أظهرها على موسى. وفي قسوتها وجهان: أحدهما: صلابتها حتى لا تلين.
فضربوه , فَحَيِيَ. كذلك يحيي الله الموتى , فدل بذلك على البعث والنشور , وجعل سبب إحيائه الضرب بميت , لا حياة فيه , لئلا يلتبس على ذي شبهة , أن الحياة إنما انتقلت إليه مما ضرب به , لتزول الشبهة , وتتأكد الحجة. وفي قوله تعالى: {كَذلِكَ يُحْيِي اللهُ المَوْتَى} وجهان: أحدهما: أنه حكاية عن قول موسى لقومه. والثاني: أنه خطاب من الله لمشركي قريش. {وَيُرِيكُمءَايَاتِهِ} فيه وجهان: أحدهما: علامة قدرته. والثاني: دلائل بعثكم بعد الموت. {لَعَلَّكُم تَعْقِلُونَ} فيه وجهان: أحدهما: تعملون. والثاني: تعتبرون.
نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 144