نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 98
والثاني: معناه نعظِّمك , وهذا قول مجاهد. والثالث: أنه التسبيح المعروف , وهذا قول المفضل , واستشهد بقول جرير:
(قَبَّحَ الإلهُ وُجُوهَ تَغْلِبَ كُلَّمَا ... سَبَّحَ الْحَجِيجُ وَكَبَّرُوا إهْلاَلاَ)
وأما قوله: {وَنُقَدِّسُ لَكَ} فأصل التقديس التطهير , ومنه قوله تعالى: {الأرْضَ الْمُقَدَّسَةَ} أي المطهَّرة , وقال الشاعر:
(فَأَدْرَكْنَهُ يَأْخُذْنَ بالسَّاقِ وَالنَّسَا ... كَمَا شَبْرَقَ الْوِلْدَانُ ثَوْبَ الْمُقَدَّسِ)
أي المطهَّر. وفي المراد بقولهم: {وَنُقَدِّسُ لَكَ} ثلاثةُ أقاويلَ: أحدها: أنه الصلاة. والثاني: تطهيره من الأدناس. والثالث: التقديس المعروف. وفي قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ ما لاَ تَعْلَمُونَ} ثلاثةُ أقاويل: أحدها: أراد ما أضمره إبليس من الاستكبار والمعصية فيما أُمِرُوا به من السجود لآدم , وهذا قول ابن عباس وابن مسعود. والثاني: مَنْ في ذرية آدم في الأنبياء والرُّسُلِ الذين يُصْلِحُونَ في الأرض ولا يفسدون , وهذا قول قتادة. والثالث: ما اختص بعلمه من تدبير المصالح.
{وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون} قوله عز وجل: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} في تسميته بآدم قولان: أحدهما: أنه سمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض , وأديمها هو وجهها الظاهر , وهذا قول ابن عباس , وقد رَوَى أبو موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللهَ تعالى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ , قَبَضَها مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ , فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ , جَاءَ مِنْهُمُ الأَحْمَرُ , وَالأَسوَدُ , وَالأبْيَضُ , وَالسَهْلُ , وَالخَبِيْثُ , وَالطَّيِّبُ).
نام کتاب : تفسير الماوردي = النكت والعيون نویسنده : الماوردي جلد : 1 صفحه : 98