{إن علينا للهدى} فيه التزام من الله عز وجل أن يبين للخلق ما يهتدون به إليه. والمراد بالهدىهنا: هدى البيان والإرشاد فإن الله تعالى التزم على نفسه بيان ذلك حتى لا يكون للناس على الله حجة وهذا في قوله تعالى: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} [النساء: 163] . إلى أن قال: {رسلاً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل} . [النساء: 165] . فلا يمكن للعقل البشري أن يستقل بمعرفة الهدى، ولذلك التزم الله عز وجل بأن يبين الهدى للإنسان {إن علينا للهدى} وليُعلم أن الهدى نوعان:
1 ـ هدى التوفيق. فهذا لا يقدر عليه إلا الله.
2 ـ هدى إرشاد ودلالة، فهذا يكون من الله، ويكون من الخلق: من الرسل عليهم الصلاة والسلام، ومن العلماء.
كما قال الله لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} . [الشورى: 52] . أما هداية التوفيق فهي إلى الله لا أحد يستطيع أن يوفق شخصاً إلى الخير كما قال الله تعالى: {إنك لا
نام کتاب : تفسير العثيمين: جزء عم نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 229