نام کتاب : تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 134
والسلام، وهو أبو العرب، وأبو بني إسرائيل كما قال تعالى: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل} . وهو الذي أمرنا الله تعالى أن نتبع ملته، قال الله تعالى: {ثم أوحينآ إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفًا وما كان من المشركين} . ولهذا ادعت اليهود أن إبراهيم يهودي، والنصارى ادعوا أنه نصراني، ولكن الله تعالى كذبهم في ذلك، فقال: {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين} .
يقول الله - عز وجل -: {إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً} يحتمل أن {إذ دخلوا} متعلق بقوله (المكرمين) يعني الذين أكرمهم حين دخولهم عليه، ويحتمل أنها مفعول لفعل محذوف، والتقدير: اذكر إذ دخلوا على إبراهيم {فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون} (قالوا سلاماً) ، أي: نسلم سلاماً، وعليه فسلاماً مصدر عامله محذوف، والتقدير: نسلم، {قال سلام} مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: عليكم سلام، وعلى هذا فيكون التسليم هنا ابتداؤه بالجملة الفعلية، وجوابه بالجملة الاسمية، والجملة الاسمية تفيد الثبوت والاستمرار، ولهذا قال العلماء - رحمهم الله -: إن رد إبراهيم عليه الصلاة والسلام أكمل من تسليم الملائكة، لأن تسليم الملائكة جاء بالصيغة الفعلية، ورد إبراهيم جاء بالصيغة الاسمية، {قوم منكرون} ، قوم خبر مبتدأ محذوف، والتقدير: أنتم قوم، وإنما قال إنهم قوم؛ لأنهم بصورة البشر، وقوله: {منكرون} أي: غير معروفين، كما قال تعالى: {فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفةً} . في هذه الآية شاهد لحذف المبتدأ، وحذف الخبر، والشاهد
نام کتاب : تفسير العثيمين: الحجرات - الحديد نویسنده : ابن عثيمين جلد : 1 صفحه : 134