نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 1 صفحه : 106
البقرة (61)
من آسِ الجنة ولها شُعبتان تتقدان في الظلمة
{فانفجرت} عطفٌ على مقدَّرٍ ينسحبُ عليه الكلامُ قد حُذف للدِلالة على كمال سُرعة تحقُّق الانفجار كأنه حصلَ عَقيبَ الأمرِ بالضرب أي فضُرب فانفجَرَتْ
{مِنْهُ اثنتا عَشْرَةَ عَيْنًا} وأما تعلقُ الفاءِ بمحذوفٍ أي فإنْ ضَرَبْتَ فقد انفجرت فغيرُ حقيقٍ بجلالة شأن النظمِ الكريم كما لا يَخْفى على أحد وقرئ عشِرة بكسر الشين وفتحها وهما أيضاً لغتان
{قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ} كل سبط
{مَّشْرَبَهُمْ} عينُهم الخاصةُ بهم
{كُلُواْ واشربوا} على إرادةِ القولِ
{مِن رّزْقِ الله} هو مارزقهم من المنّ والسلوى والماء وقيل هو الماءُ وحده لأنه يؤكَلُ ما ينبُت به من الزروع والثمار ويأباه أن المأمورَ به أكلُ النعمة العتيدة لا ما سيطلُبونه وإضافتُه إليه تعالى مع استناد الكلِّ إليه خلقاً وملكاً إما للتشريف وإما لظهوره بغير سبب عاديّ وإنما لم يقُلْ من رزقنا كما يقتضيهِ قولُهُ تعالى فقلنا إلخ إيذاناً بأن الأمرَ بالأكل والشرب لم يكن بطريق الخِطاب بل بواسطة موسى عليه السلام
{ولا تَعْثَوْاْ فِى الأرض} العثْيُ أشدُّ الفساد فقيل لهم لاتتمادوا في الفساد حال كونكم
{مُفْسِدِينَ} وقيل إنما قيد به لأن العَثْيَ في الأصل مطلقُ التعدي وإن غلب في الفساد وقد يكون في غير الفساد كما في مقابلة الظالم المعتدي بفعله وقد يكون فيه صلاحٌ راجح كقتل الخَضِر عليه السلام للغلام وخرقه للسفينة ونظيره العبث خلا أنه غالبٌ فيما يدرك حِساً
{وَإِذْ قُلْتُمْ} تذكيرٌ لجناية أخرى لأسلافهم وكُفرانهم لنعمة الله عز وجل وإخلادِهم إلى ما كانُوا فيه من الدناءة والخساسةِ وإسنادُ القول المحكّى إلى أخلاقهم وتوجيهُ التوبيخ إليهم لما بينهم من الاتحاد
{يا موسى لَن نَّصْبِرَ على طَعَامٍ واحد} لعلهم لم يريدوا بذلك جمعَ ما طلبوا مع ما كانَ لَهُم منْ النعمة ولا زوالَها وحصولَ ما طلبوا مكانها إذ يأباه التعرض لوحدة بل أرادوا أن يكون هذا تارةً وذاك أخرى رُوي أنهم كانوا فلاحة فنزعوا إلى عكرهم فأجمعوا ما كانُوا فيه من النعمة العتيدة لوحدتها النوعية وإطرادها وتاقت أنفسُهم إلى الشقاء
{فادع لَنَا رَبَّكَ} أي سله لأجلنا بدعائك إياه والفاء لسببية عدمِ الصبر للدعاء والتعرضُ لعنوان الربوبية لتمهيد مبادي الإجابة
{يُخْرِجْ لَنَا} أي يُظهِرْ لنا ويوجِدْ والجزم لجواب الأمر
{مِمَّا تُنبِتُ الارض} إسناد مجازيٌّ بإقامَةِ القابلِ مُقامَ الفاعل ومن تبعيضيةٌ والتي في قوله تعالى
{مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا} بيانية واقعةٌ موقعَ الحال أي كائناً من بقلها الخ وقيل بدلٌ بإعادة الجارِّ والبقلُ ما تنبتُ الأرضُ من الخضر والمراد أطايبُه التي تؤكلُ كالنَّعناع والكُرفُس والكُرَّاث وأشباهِها والفومُ الحنطة وقيل الثوم وقرئ قُثائها بضم القاف وهو لغة فيه
{قَالَ} أي الله تعالى أوموسى عليه السلام
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 1 صفحه : 106