responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 1  صفحه : 210
203 - 204 البقرة من جنس ما كسَبوا أو من أجله كقوله تعالى مّمَّا خطيئاتهم أُغْرِقُواْ أو مما دَعَوْا به نعطيهم منه ما قدّرناه وتسميةُ الدعاء كسْباً لما أنه من الأعمال
{والله سَرِيعُ الحساب} يحاسبُ العبادَ على كثرتهم وكثرةِ أعمالهم في مقدار لمحة فاحذَروا من الإخلال بطاعةِ مَنْ هذا شأنُ قدرتِه أو يوشك أن يُقيمَ القيامةَ ويحاسِبَ الناسَ فبادروا إلى الطاعات واكتساب الحسنات

{واذكروا الله} أي كبِّروه في أعقاب الصلواتِ وعند ذبحِ القرابينِ ورمي الجمارِ وغيرِها
{فِى أَيَّامٍ معدودات} هي أيامُ التشريق
{فَمَن تَعَجَّلَ} أي استعجَلَ في النفر أو النفْرَ فإن التفعّل والاستفعال يجيئان لازمين ومتعدّيين يقال تعجل في الأمر واستعجل فيه وتعجله واستعجله والأول أوفقُ للتأخر كما في قوله
قد يُدرك المتأني بعضَ حاجتِه ... وقد يكون من المستعجل الزللُ

{فِى يَوْمَيْنِ} أي في تمامِ يومين بعد يوم النحر هو يوم النحر ويوم الرءؤس واليومُ بعده ينفِر إذا فرَغ من رمي الجمار
{وَمَن تَأَخَّرَ} في النفر حتى رمى في اليوم الثالثِ قبل الزوالِ أو بعده وعند الشافعيّ بعده فقط
{فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ} بما صنعَ من التأخُّرِ والمرادُ التخييرُ بين التعجل والتأخر ولا يقدح فيه أفضليةُ الثاني وإنما ورد بنفي الإثم تصريحاً بالرد على أهل الجاهلية حيث كانوا مختلفين فمن مُؤثِّمٍ للمتعجل ومؤثمٍ للمتأخر
{لِمَنِ اتقى} خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ أي الذي ذُكر من التخيير ونفي الإثم عن المتعجّل والمتأخر أو من الأحكام لمن اتقى لأنه الحاج على الحقيقة والمنتفع به أو لأجله حتى لا يتضرِّرَ بترك ما يُهمُّه منهما
{واتقوا الله} في مَجامِع أمورِكم بفعل الواجبات وترك المحضورات ليعبأبكم وتنظموا في سلك المغتنمين بالأحكام المذكورة والرُخَص أو احذروا الإخلالَ بما ذُكر من الأحكام وهو الأنسبُ بقوله عز وجل
{واعلموا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} أي للجزاء على أعمالكم بعد الإحياءِ والبعث وأصلُ الحشر الجمع وضم المتفرّق وهو تأكيدٌ للأمر بالتقوى وموجب للامتثال به فإن من علِم بالحشر والمحاسبة والجزاءِ كان ذلك من أَقْوى الدَّواعي إلى ملازمة التقوى

{وَمِنَ الناس مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ} تجريدٌ للخطابِ وتوجيهٌ لهُ إليه عليه الصلاة والسلام وهو كلامٌ مبتدأ سيق لبيان تحزُّب الناسِ في شأن التقوى إلى حِزبين وتعيينِ مآلِ كلَ منهما ومَن موصولةٌ أو موصوفةٌ وإعرابُه كما بُيّن في قوله تعالى وَمِنَ الناس مَن يقول آمنا بالله واليوم الاخر أي ومنهم من يروقْك كلامُه ويعظُم موقعُه في نفسك لما تشاهد فيه من ملاءمة الفحوى ولُطف الأداءِ والتعجُّب حِيْرةٌ تعرِضُ للإنسان بسبب عدمِ الشعور بسبب ما يتعجّب منه
{في الحياة الدنيا} متعلق يقوله أي ما يقوله في حق الحياة الدنيا ومعناها فإنها الذي يريده بما يدّعيه من الإيمان ومحبةِ الرسول صلى الله عليه وسلم وفيه إشارة إلى أن له قولاً آخرَ ليس بهذه الصفة أو بيُعجبُك أي يعجبك قولُه في الدنيا بحلاوته

نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود    جلد : 1  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست