نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 1 صفحه : 251
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الذى حَاجَّ إبراهيم فِى رِبّهِ} استشهادٌ على ما ذكر من أن الكفَرةَ أولياؤُهم الطاغوتُ وتقريرٌ له على طريقة قوله تعالى أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلّ وَادٍ يَهِيمُونَ كما أن ما بعده استشهاد على ولايته تعالى للمؤمنين وتقريرٌ لها وإنما بُدىء بهذا الرعاية الاقترانِ بينه وبين مدلولِه ولاستقلاله بأمر عجيبٍ حقيق بأن يُصدَّر به المقالُ وهو اجتراؤه على المُحاجّة في الله عزوجل وما أتى بها في أثنائها من العظيمة المنادية بكمال حماقته ولأن فيما بعده تعدداً وتفصيلاً يورث تقديمُه انتشار النظم على أنه قد أشير في تضاعيفه إلى هداية الله تعالى أيضاً بواسطة إبراهيمَ عليه السلام فإن ما يحكى عنه من الدعوة إلى الحق وإدحاضِ حجةِ الكفار من آثار ولايته تعالى وهمزةُ الاستفهامِ لإنكارِ النفي وتقريرِ المنفي أي ألم تنظُرْ أو ألم ينتهِ علمُك إلى هذا الطاغوت المارد كيف تصدى لإضلال الناس وإخراجهم من النور إلى الظلمات أي قد تحققت الرؤيةُ وتقرَّرت بناءً على أن أمره منَ الظهورِ بحيثُ لا يكاد يخفى على أحد ممن له حظٌّ من الخطاب فظهر أن الكفرة أولئك الطاغوتُ وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إلى ضميره عليه السلام تشريفٌ له وإيذانٌ بتأييده في المُحاجة
{أَنْ آتاه الله الملك} أي لأن آتاه إياه حيث أبطره ذلك وحملَه على المُحاجّة أو حاجه لأجله وضعاً للمُحاجّة التي هي أقبحُ وجوهِ الكفر موضعَ ما يجبُ عليه من الشكر كما يقال عاديتني لأن أحسنتُ إليك أو وقتَ أن آتاه الله وهو حجةٌ على من منع إيتاءَ الله المُلك للكافر
{إِذْ قَالَ إبراهيم} ظرفٌ لحاجَّ أو بدلٌ من آتاه على الوجه الأخير
{ربي الذي يُحيي ويميت} بفتح ياء ربي وقرئ بحذفها روى أنه صلى الله عليه وسلم لما كسر الأصنام سجنه ثم أخرجه فقال من ربُّك الذي تدعو إليه قال ربي الذي يُحيي ويميت أي يخلُق الحياةَ والموتَ في الأجساد
{قَالَ} استئناف مبني على السؤال كأنه قيل كيف حاجّه في هذه المقالة القوية الحقة فقيل قال
{أنا أحيى وأميت} رُوي أنه دعا برجلين فقتل أحد هما وأطلق الآخر فقال ذلك
{قَالَ إبراهيم} استئنافٌ كما سلف كأنه قيل
258 - البقرة مقابلة الاسم الجليل ولقصد المبالغة بتكرير الإسناد مع الإيمان إلى التباين بين الفريقين من كل وجهٍ حتى من جهة التعبير أيضاً
{يُخْرِجُونَهُم} بالوساوس وغيرِها من طرق الإضلال والإغواء
{مّنَ النور} الفِطري الذي جُبل عليه الناسُ كافةً أو من نور البيناتِ التي يشاهدونها من جهة النبيِّ صلَّى الله عليهِ وسلم بتنزيل تمكُّنِهم من الاستضاءة بها منزلةَ نفسِها
{إِلَى الظلمات} ظلماتِ الكفر والانهماكِ في الغي وقيل نزلت في قوم ارتدّوا عن الإسلام والجملةُ تفسير لولاية الطاغوت أو خبرٌ ثانٍ كما مر وإسنادُ الإخراجِ من حيث السببيةُ إلى الطاغوت لا يقدَحُ في استناده من حيث الخلقُ إلى قدرته سبحانه
{أولئك} إشارةٌ إلى الموصول باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة وما يتبعه من القبائح
{أصحاب النار} أي ملابسوها وملازموها بسبب مالهم من الجرائم
{هُمْ فِيهَا خالدون} ما كثون أبداً
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 1 صفحه : 251