نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 1 صفحه : 267
{يَمْحَقُ الله الربا} أي يذهب ببركته ويُهلِكُ المالَ الذي يدخُل فيه
{وَيُرْبِى الصدقات} يُضاعفُ ثوابَها ويبارُك فيها ويزيدُ المالَ الذي اخرجت منه الصدقةَ ويُربيها كما يربّي أحدكم مهره وعنه عليه الصلاة والسلام ما نقصت زكاة من مال قطُّ
{والله لاَ يُحِبُّ} أي لا يرضى لأن الحبَّ مختصٌّ بالتوابين
{كُلَّ كَفَّارٍ} مُصِرَ على تحليل المحرَّمات
{أَثِيمٍ} مُنهمِكٍ في ارتكابه
{فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ} أي ما أُمرتم بهِ منَ الاتقاء وتركِ البقايا إما مع إنكار حُرمتِه وإما مع الاعتراف بها
{فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ الله وَرَسُولِهِ} أي فاعلَموا بها من أذن بالشئ إذا علِمَ به أما على الأول فكَحربِ المرتدين وأما على الثاني فكحرب البغاة وقرئ فآذِنوا أي فأَعْلموا غيرَكم قيل هو من الأذان وهو الاستماع فإنه من طرق العلم وقرئ فأيقِنوا وهو مؤيِّد لقراءة العامة وتنكيرُ حربٍ للتفخيمِ ومِنْ متعلقةٌ بمحذوفٍ وقع صفةً لها مؤكدةً لفخامتها أي بنوعٍ من الحرب عظيم لايقادر قدرُه كائنٍ من عندِ الله ورسوله رُوي أنَّه لمَّا نزلتْ قالت ثقيفٌ لابد لنا بحرب الله ورسوله
{وَإِن تُبتُمْ} من الارتباء مع الإيمان بحرمتها بعد ما سمعتموه من الوعيد
{فَلَكُمْ رؤوس أموالكم} تأخُذونها كَمَلاً
{لاَ تُظْلَمُونَ} غُرماءَكم بأخذ الزيادة والجملةُ إما مستأنفةٌ لا محلَّ لها من الإعراب أو حالٌ من الضمير في لكُم والعاملُ ما تضمّنه الجارُّ من الاستقرار
{وَلاَ تُظْلَمُونَ} عطفٌ على ما قبله أي لا تُظلَمون أنتم من قِبَلهم بالمطل
{إن الذين آمنوا} بالله ورسوله وبما جاءهم
{وَعَمِلُواْ الصالحات وَأَقَامُواْ الصلاة وآتوا الزكاة} نخصيصهما بالذكر مع انداراجهما في لاصالحات لإنافتهما على سائر الأعمالِ الصالحة على طريقة ذكرِ جبريلَ وميكالَ عَقيبَ الملائكةِ عليهم السلام
{لَهُمْ أَجْرُهُمْ} جملةٌ من مبتدإٍ وخبر واقعةٌ خبراً لإنَّ أي لهم أجرُهم الموعودُ لهم وقوله تعالى
{عِندَ رَبّهِمْ} حال من أجرهم وفي التعرض لعنوان الربوبية مع الإفاضة إلى ضميرهم مزيد لطف وتشريفٍ لهم
{وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ} من مكروه آتٍ
{وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} من محبوب فات
{يَا أَيُّهَا الذينَ آمَنُواْ اتقوا الله} أي قوا أنفسَكم عقابَه
{وَذَرُواْ مَا بَقِىَ مِنَ الربا} أي واتركوا بقايا ما شرطنم منه على الناس تركاً كلياً
{إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} على الحقيقة فغن ذلك مستلزِمٌ لامتثال ما أُمِرْتم به اْلبتةَ وهو شرطٌ حُذفَ جوابُه ثقةً بما قبله أي إن كنتم مؤمنين فاتقوا وذرُوه الخ رُوي أنه كان لثقيفٍ مالٌ على بعض قريشٍ فطالبوهم عند المَحِلّ بالمال والربا فنزلت
276 - 277 278 279 البقرة
نام کتاب : تفسير أبي السعود = إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم نویسنده : أبو السعود جلد : 1 صفحه : 267