نام کتاب : تأملات وأحكام في قوله تعالى {ولاتباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} نویسنده : عبد العزيز بن صالح العبيد جلد : 1 صفحه : 112
سنان الشيرازي [1] عن هشام بن عمار [2] كما عند الطحاوي.
1- وقوع الشك في الرواية المرفوعة ففي رواية: "إلا المسجد الحرام". وفي رواية: «إلا المساجد الثلاثة» . وفي رواية: «مسجد جماعة» . وهذا الشك يضعف الاحتجاج بالحديث لأن الشك لا يصدر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو قال: «لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة» لحفظه الله علينا ولم يدخل فيه شك، وإنما الشك من حذيفة رضي الله عنه أو من بعده [3] .
2- أن ابن مسعود رد على حذيفة رضي الله عنهما، وابن مسعود لا يرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم برأيه، وإنما عنده من العلم ما يثبت به قوله: "لعلهم حفظوا ونسيت وأصابوا وأخطأت" فأوهنه في الرواية والحكم.
3- لو سلم حديث حذيفة من هذه العلل فإنه يتعارض مع ما ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ((السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا ولا يشهد جنازة ولا يمس امرأة ولا يباشرها ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه ولا اعتكاف إلا بصوم ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع)) [4] وقولها السنة تريد سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهذا له حكم المرفوع.
فيحمل حديث حذيفة -إن صح- على أن الاعتكاف في المساجد الثلاثة أفضل من الاعتكاف في غيرها لما لها من الفضل كما ذهب إليه الجمهور [5] . [1] قال الذهبي في الميزان 3/575: صاحب مناكير. [2] هو هشام بن عمّار الدمشقي صدوق مقرء كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح. مات عام 245، وانظر التقريب 573. [3] انظر المحلى 5/195-196 ونيل الأوطار 4/269. [4] أخرجه أبو داود 2/836-837 والدارقطني 2/201 والبيهقي 4/315و320 وصحح إسناده الألباني في الإرواء 4/139. [5] انظر أحكام القرآن للجصاص 1/302 والمجموع 6/481-482 والروض المربع مع الحاشية 3/484-485.
نام کتاب : تأملات وأحكام في قوله تعالى {ولاتباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد} نویسنده : عبد العزيز بن صالح العبيد جلد : 1 صفحه : 112