نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 105
قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة ة آية 260] [1]. [1] سئل الشيخ (رحمه الله): من أدلة إحياء الله الموتى في الدنيا: الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فأماتهم الله ثم أحياهم، فقال الله: {مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ} [البقرة: آية 243]، هل هذه الإماتة على حقيقتها أو هناك نوع آخر معنوي؟
فأجاب الشيخ رحمه الله بقوله: الجواب: أنه هذه الإماتة إماتة حقيقية، وإحياء حقيقي؛ لأن القرآن لا يجوز صرفه عن ظاهره المتبادر منه إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة صحيحة، والقرينة - قرينة الآية - تدل على أنه موت حقيقي، ففي نفس الآية قرينة دالة على ذلك؛ لأن سبب نزول الآية تشجيع المؤمنين على القتال، وأن الله يريد أن يفهمهم أن من ردَّه الجبن عن لقاء العدو سيجد حتفه أمامه، كهذه الألوف من بني إسرائيل، لما وقع الطاعون وفرُّوا هاربين حذرا من الموت وجدوا الموت أمامهم، فأماتهم الله، ولهذا أتبع هذه الآية بقوله: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: آية 244]، {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ} أي: فليس الحذر والجبن والتخلف عن القتال يضمن لكم الحياة، بل قد يفرُّ الإنسان من الموت فيجد الموت أمامه، كما وقع لهؤلاء الألوف، وكما قال تعالى: {قُل لَّن يَنفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِن فَرَرْتُم مِّنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ وَإِذاً لَّا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً} [الأحزاب: آية 16] فقوله بعدها: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ} قرينة على أنه موت حقيقي، وأن الحذر من الموت لا ينجي من الموت! ولقد أجاد من قال:
في الجبن عار وفي الإقدام مَكْرُمَة ... والمرء في الجبن لا ينجو من القدر
وسئل الشيخ (رحمه الله): هل يوجد دليل - هو نص - على أن الإماتة إذا كانت معنوية يكون معها قرينة ودليل على المراد؟
فأجاب الشيخ رحمه الله بقوله: الموت إذا أُطلق في لغة العرب معروف أنه يصدُق بمفارقة الروح للجسد، ولا يجوز حمله على غير هذا المعنى المتبادر إلا لدليل، ولا شك أن القرآن جاء فيه إطلاق الموت على الموت المعنوي، =
نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 105