نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 128
وَإِنْ أَتَوْكَ وَقَالُوا إِنَّهَا نَصَفٌ ... فَإِنَّ أَطْيَبَ نِصْفَيْهَا الَّذِي ذَهَبَا
وقوله: {بَيْنَ ذَلِكَ} فيه سؤالٌ معروفٌ وهو أن (ذلك) إشارةٌ إلى مفردٍ مُذَكَّرٍ، كما قالَ في الخلاصةِ ([1]):
بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ ... . . . . . . . . . . . .
و (بين) لا تضافُ للمفردِ إلا إذا أُرِيدَتْ أَجْزَاؤُهُ.
والجوابُ [2]: أن ذلك وإن كان لَفْظُهُ مفردًا فمعناه مثنًى؛ لأن الإشارةَ راجعةٌ إلى ما ذُكِرَ من الفارضِ والبِكرِ، أي بينَ ذلك المذكورِ من فارضٍ وبِكْرٍ؛ لأن العوانَ أصغرُ من الفارضِ وأكبرُ من البِكرِ، ونظيرُ هذا من كلامِ العربِ قولُ ابنِ الزِّبَعْرَى كما تَقَدَّمَ ([3]):
إِنَّ لِلشَّرِّ وَلِلْخَيْرِ مَدًى ... وَكِلاَ ذَلِكَ وَجْهٌ وَقَبَلْ
أي: وَكِلاَ ذلك المذكورِ من شَرٍّ وخيرٍ؛ لأن (كِلاَ) لا تضافُ إلا لِمُثَنَّى لفظًا أو معنًى، وهذا معنى قولِه: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} الأصلُ (ما تؤمرون به) فحُذِفَ الباء، فَوصل الفعلُ إلى الضميرِ فَحُذِفَ [4].
وهذا الذي يُؤْمَرُونَ به هو ذبحُ البقرةِ ليضربوا القتيلَ بجزءٍ منها فَيَحْيَا. وهذا معنى قولِه: {فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ} فزادوا تَعَنُّتًا وسؤالاً وتشديدًا فَشَدَّدَ اللَّهُ عليهم أَيْضًا.
[3/أ] / قال: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا} [البقرة: [1] الخلاصة ص14. وهذا هو الشطر الأول في البيت. [2] انظر: الدر المصون (1/ 422)، مغني اللبيب (1/ 172). [3] مضى عند تفسير الآية (54) من هذه السورة. [4] انظر: الدر المصون (1/ 423).
نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 128