نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 161
والتحقيقُ: أن العقلَ في القلبِ [1] كما دَلَّ عليه الوحيُ [2] [والذين قالوا: إن العقلَ في] الدماغِ استدلوا: بأن كُلَّ ما يؤثرُ على الدماغِ يؤثرُ على العقلِ. وهذا لا دليلَ فيه، لإمكانِ أن يكونَ العقلُ في القلبِ - كما هو الحقُّ - وسلامتُه مشروطةٌ بسلامةِ الدماغِ، وهذا لا إشكالَ فيه.
والعقلُ الصحيحُ هو الذي يعْقِلُ صاحبَه عن الوقوعِ فيما لا يَنْبَغِي، كما قال (جل وعلا) عن الكفارِ: {وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: آية 10] أما العقلُ الذي لا يَزْجُرُ عمَّا لا ينبغي فهو عقلٌ دنيويٌّ يعيشُ به صاحبُه، وليس هو العقلَ بمعنى الكلمةِ.
وقولُه جل وعلا: {وَهُمْ يَعْلَمُونَ} جملةٌ حاليةٌ يعني: أنهم سَمِعُوا كلامَ اللَّهِ فحرَّفُوه بعدَ أن أَدْرَكُوهُ بعقولِهم وَفَهِمُوهُ، والحالُ أنهم يعلمونَ أنهم حَرَّفُوهُ وافتروا على اللَّهِ، فَمَنْ [3] [كان] بهذه المثابةِ لا يطمعُ أحدٌ في إِيمانِه.
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ (جل وعلا) ذكرَ طائفةً أُخْرَى من اليهودِ هم منافقونَ، [1] في هذه المسألة راجع: مجموع الفتاوى (9/ 303)، أقسام القرآن لابن القيم (404 - 405)، أضواء البيان (5/ 715)، وللشيخ (رحمه الله) رسالة لا تزال مخطوطة، وهي تقع في إحدى عشرة صفحة، وهي متضمنة أجوبة لسؤالات ثلاثة بعث بها إليه الشيخ محمد الأمين ابن الشيخ محمد الخضر، والأول من تلك السؤالات: مقر العقل من الإنسان. [2] في هذا الموضع وقع مسح في التسجيل. وما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام. [3] في الأصل كلمة ممسوحة وما بين المعقوفين زيادة يتم بها الكلام.
نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 161