نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 175
و (قد) في قولِه: {قَدْ نَعْلَمُ} هي للتحقيقِ [1]، أي: لتحقيقِ عِلْمِ اللَّهِ جل وعلا.
وما جاءَ على ألسنةِ علماءِ العربيةِ [2] من أن (قد) إذا دَخَلَتْ على المضارعِ أنها تكونُ للتقليلِ، وأنها تارةً تكونُ للتكثيرِ كـ «رُبَّمَا»، وَاسْتَدَلُّوا بأنها تكونُ تارةً للتكثيرِ بقولِ الشاعرِ ([3]):
قَدْ أَتْرُكُ الْقِرْنَ مُصْفَرًّا أَنَامِلُهُ كَأَنَّ أَثْوَابَهُ مُجَّتْ بِفُرْصَادِ
وقول الآخَرِ ([4]):
أَخِي ثِقَةٍ لاَ تُتْلِفُ الْخَمْرُ مَالَهُ وَلَكِنَّهُ قَدْ يُتْلِفُ الْمَالَ نَائِلُهْ
قالوا: «قد يُتلفُ المالَ» أي يَكثُر مِنْ نَائِلِهِ إتلافُ المالِ، وكذلك يَكْثُرُ في هذا المفتخرِ بقتلِ الأقرانِ: قتلُ الأقرانِ. كُلُّ هذا خلافُ التحقيقِ في هذه الآيةِ؛ لأن (قد) فيها للتحقيقِ، يُبَيِّنُ اللَّهُ لِخَلْقِهِ مُحَقِّقًا لهم أن عِلْمَهُ مُحيطٌ بما ذَكَرَ أنه يَعْلَمُهُ، وهو كثيرٌ في [1] انظر: الدر المصون (4/ 601). [2] في هذه المسألة انظر: البحر المحيط (4/ 110)، الدر المصون (1/ 412)، (4/ 602)، الخزانة (4/ 502)، البرهان للزركشي (2/ 417)، قواعد وفوائد لفقه كتاب الله تعالى ص45. [3] البيت لعبيد بن الأبرص وهو في الكتاب لسيبويه (4/ 224)، البحر المحيط (4/ 110)، الخزانة (4/ 502)، الدر المصون (1/ 412). واصفرار الأنامل هنا كناية عن الموت. والفرصاد: ماء التوت، أي من الدم. [4] البيت لزهير. وهو في البحر المحيط (4/ 110) الدر المصون (4/ 601، 602) والمُثبت فيهما: «ولكنه قد يُهْلِكُ».
نام کتاب : العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير نویسنده : الشنقيطي، محمد الأمين جلد : 1 صفحه : 175