بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس السابع عشر
(الدخيل في المنقول عن طريق الأحاديث الموضوعة (1))
تعريف الحديث الموضوع
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
ننتقل إلى النوع الثاني؛ وهو: الدخيل في المنقول عن طريق الأحاديث الموضوعة.
ومما ينبغي أن يعرف أن الأحاديث الموضوعة هي شر أنواع الأحاديث الضعيفة؛ لأنه ينسب كذبًا وزورًا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفي ذلك أسوأ العواقب، وأشنع الآثار، كما أن الأحاديث الموضوعة أخطر شيء على الإطلاق في مجال التفسير بالمأثور؛ لأنه ينسب إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيعتقد العامة صدقه فيؤمنون به؛ ويعملون بمقتضاه.
ولهذا جاءت تحذيرات النبي -عليه الصلاة والسلام- من أن يقال عليه ما لم يقل، وتوعده لمن يسلك هذا المسلك بنار جهنم يوم القيامة، يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((من تعمد عليَّ كَذِبًا؛ فليتبوأ مقعده من النار)) وإن أشنع الكذب هو ما كان على رسول الله؛ إذ إن الكذب عليه ليس ككذبٍ على غيره من البشر، والكذب على رسول الله كذبٌ على الله سبحانه، وفي هذا يقول -عليه الصلاة والسلام-: ((إن كذبًا علي َّ ليس ككذبٍ على أحد، فَمَن كذبْ علي متعمدًا؛ فليتبوأ مقعدَهُ من النار)) وعند ذلك نبدأ بتعريف الحديث الموضوع في اللغة والاصطلاح، ونتعرف متى نشأ الوضع في التفسير بالمأثور.
الحديث الموضوع تعريفه لغة؛ مأخوذٌ من وضع الشيء يضعه وضعًا إذا حطه وأسقطه، أو من وضعت المرأة ولدها إذا ولدتْهُ؛ فالحديث الموضوع ساقط، ومنحط عن الاعتبار، ومتولد؛ لأنه شيء جَدَّ وَوُجِدَ ما كان موجودًا من قبل؛ هذا تعريفه في اللغة.
أما في الاصطلاح؛ فأئمة الحديث، وعلى رأسهم الإمام النووي قد عَرَّفُوا هذا الحديث فقال: الحديث الموضوع هو المختلق المصنوع المكذوب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو على من بعده من الصحابة والتابعين، وهو شر أنواع الضعيف، وهذا الحديث