نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري جلد : 1 صفحه : 257
فالكافرون الذين تمردوا على الله، ولم يسلموا وجوههم إليه {لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} - {مَثَلُ مَا يُنْفِقُونَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَثَلِ رِيحٍ فِيهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ} أي أن نفقاتهم التي يرجون جزاءها يمحق الله ثوابها فيذهب هباء منثورا، مثل الحرث الذي أوشك على الحصاد إذا نفخ فيه الريح البارد، فإنه يجف وييبس ويحترق، ولا يبقى فيه أدنى نفع، لا ثمر ولا زرع.
وعلى العكس من ذلك المؤمنون بالله، الذين يعيشون في إطار التوجيهات الإلهية، والتعليمات النبوية، وهم في سلم مع الله، وطاعة لأمره ونهييه، فإن ما ينفقونه في سبيل الله، بنية خالصة ابتغاء رضاه، لا يضيع أبدا، بل يدخره لهم الحق سبحانه وتعالى ليوم المعاد، ويكون بين أيديهم زادا ونعم الزاد، وذلك قوله تعالى: {وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ}.
ومن هنا يعود كتاب الله إلى تحذير المؤمنين مرة أخرى من دسائس خصوم الإسلام، فينهاهم نهيا باتا عن اتخاذهم بطانة لهم من دون المؤمنين ويمنع المسلمين من الإفضاء إليهم بأسرارهم، وذلك حتى لا يستعين عليهم بها أعداؤهم.
ولا يقف كتاب الله عند هذا الحد، بل يكشف للمسلمين حقائق خصوم الإسلام الدفينة، ونواياهم الخفية، فهم بشهادة الله الذي يعلم السر والنجوى، حريصون كل الحرص على أن يبلبلوا أفكار المسلمين، ويجعلوها مضطربة متناقضة متشاكسة باستمرار،
نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري جلد : 1 صفحه : 257