responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري    جلد : 1  صفحه : 349
إليه، وأنه أحسن عاقبة ومآلا، وفي ذلك إيماء إلى أن أية وسيلة أخرى قد يقع عليها الاختيار خارج هذا الإطار، لا تكون ناجعة ولا نافعة ولا حاسمة للنزاع، وإلى هذا يشير قوله تعالى: {ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}.

ثم استنكر الحق سبحانه وتعالى موقف الذين يزعمون أنهم مؤمنون، ومع ذلك يرفضون التحاكم إلى الله ورسوله، مفضلين التحاكم إلى غيرهما، وبذلك يخرجون من دائرة الحق والحكمة إلى دائرة الباطل والشهوة.

ونبه كتاب الله إلى أن هؤلاء المؤمنين بزعمهم إذا ساروا في هذا الاتجاه فإنهم يصبحون بمنزلة الدمى في يد الشيطان، إذ هو الذي يضلهم عن الطريق السوي، ويذهب بهم إلى أبعد مذاهب الضلال، وذلك معنى قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا}.

على أن كتاب الله يتولى فضيحة هذا الصنف من أدعياء الإيمان، فيصفهم علانية بالنفاق الصريح، ويسجل عليهم تهربهم من حكم الله ورسوله، وامتعاضهم منه، وإعراضهم عنه، وذلك قوله تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا} {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا}.

نام کتاب : التيسير في أحاديث التفسير نویسنده : محمد المكي الناصري    جلد : 1  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست