أمّا الصدقات فإنّ الله يزيدها ويبارك فيها، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن تصدق بعدل تمرةٍ مِن كَسْب طيب، ولا يقبل الله إلّا الطيبَ، فإنّ الله يتقبّلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبها، كما يربي أحدكم فَلوَّه، حتى يكون مثل الجبل)) صحيح أخرجه البخاري وأخرجه مسلم وأحمد. والله سبحانه لا يحب كفور القلب أثيم القول والفعل، وهو المرابي؛ لأنه لا يرضى بما قسم الله له من الحلال، ولا يكتفي بما شرع له من التكسّب المباح، فهو يسعى في أكل أموال الناس بالباطل، بأنواع المكاسب الخبيثة، فهو جحود لما عليه من النعمة، ظلوم آثم، يأكل أموال الناس بالباطل.
ثم قال تعالى مادحًا للمؤمنين بربهم، مخبرًا أنهم آمنون يوم القيامة من التبعات، وأنهم آمنون، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
ثم يأمر الله عباده أن يخافوه، وأن يتركوا ما لهم على الناس من الزيادة على رءوس الأموال بعد هذا الإنذار، فإن كان مقيمًا على الربا لا ينزع عنه، فحقٌّ على إمام المسلمين أن يستتيبه، فإن نزع وإلا ضرب عنقه، فإن تبتم أيها المرابون فلكم ما أعطيتم من غير زيادة عليه ولا نقص منه، ثم يأمر الله تعالى عباده بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء، وبيّن لهم الخير لهم في أن يتركوا رأس المال بالكلية، ويضعوه عن المدين.
ثم أمرهم أن يخافوا يومًا يرجعون فيه إلى الله قال تعالى: {وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.
هذه الآيات الكريمة ترشد إلى أن الربا جريمة اجتماعية ودينية خطيرة.
ثانيًا: الربا من الكبائر التي يستحق صاحبها عذاب النار، القليل من الربا والكثير