نام کتاب : إيجاز البيان عن معاني القرآن نویسنده : النيسابوري، بيان الحق جلد : 1 صفحه : 125
شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ: في تبليغ محمد، أو في تبليغ جميع الرسل كما سمعتم من الرسول الصّادق. أو الشّهادة هي الحجّة وظهور الدّلالة، أي: قولكم وإجماعكم حجة.
إِلَّا لِنَعْلَمَ: ليعلم رسولنا وحزبنا [1] كما يقال: بنى الأمير وجبى الوزير، أو هو على ملاطفة الخطاب لمن لا يعلم [2] ، كقولك لمن ينكر ذوب الذّهب: فلتنفخ عليه بالنّار لنعلم أيذوب؟.
أو المعنى [ليوجد أي] [3] ليكون الموجود كما نعلم [4] لأن الموجود لا يخالف معلومه، فتعلق الموجود بمعلومه فوق تعلق المسبّب بالسبب.
وَإِنْ كانَتْ: أي: القبلة [5] ، أو التحويلة [6] . [1] أورده الطبري في تفسيره: 3/ 158 وقال: «إن الله جل ثناؤه هو العالم بالأشياء كلها قبل كونها، وليس قوله: وَما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلى عَقِبَيْهِ، بخبر عن أنه لم يعلم ذلك إلا بعد وجوده ... أما معناه عندنا، فإنه:
وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا ليعلم رسولي وحزبي وأوليائي من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، فقال جل ثناؤه: إِلَّا لِنَعْلَمَ ومعناه: ليعلم رسولي وأوليائي، إذ كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأولياؤه من حزبه، وكان من شأن العرب إضافة ما فعلته أتباع الرئيس إلى الرئيس، وما فعل بهم إليه، نحو قولهم: فتح عمر بن الخطاب سواد العراق وجبى خراجها، وإنما فعل ذلك أصحابه، عن سبب كان منه في ذلك ... » .
وانظر تفسير الماوردي: 1/ 166، والمحرر الوجيز: 2/ 8، وتفسير الفخر الرازي: 4/ 114. [.....] [2] هو قول الفراء في معاني القرآن له: 2/ 360، وانظر زاد المسير: 1/ 155، وتفسير الفخر الرازي: 4/ 115. [3] عن نسخة «ج» . [4] تفسير الفخر الرازي: 4/ 114. [5] أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: 3/ 164 عن أبي العالية. وبه قال الزجاج في معاني القرآن: 1/ 220، وانظر تفسير الماوردي: 1/ 166، وتفسير البغوي: 1/ 123، وزاد المسير: 1/ 155. [6] أخرجه الطبري في تفسيره: 3/ 164 عن ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، ونقل الماوردي في تفسيره: 1/ 166 هذا القول عنهم، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: 1/ 155 وزاد نسبته إلى مقاتل.
قال الطبري- رحمه الله-: «قال بعض نحويي البصرة: أنّثت «الكبيرة» لتأنيث القبلة، وإياها عنى جل ثناؤه بقوله: وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً.
وقال بعض نحويي الكوفة: بل أنّثت «الكبيرة» لتأنيث التولية والتحويلة.
فتأويل الكلام على ما تأوله قائلو هذه المقالة: وما جعلنا تحويلتنا إياك عن القبلة التي كنت عليها وتوليتناك عنها، إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت تحويلتنا إياك عنها وتوليتناك لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ.
وهذا التأويل أولى التأويلات عندي بالصواب لأن القوم إنما كبر عليهم تحويل النبي صلّى الله عليه وسلّم وجهه عن القبلة الأولى إلى الأخرى، لا عين القبلة، ولا الصلاة، لأن القبلة الأولى والصلاة، قد كانت وهي غير كبيرة عليهم، إلا أن يوجّه موجّه تأنيث «الكبيرة» إلى «القبلة» ، ويقول: اجتزئ بذكر «القبلة» من ذكر التولية والتحويلة، لدلالة الكلام على ذلك، كما قد وصفنا لك في نظائره. فيكون ذلك وجها صحيحا ومذهبا مفهوما» .
نام کتاب : إيجاز البيان عن معاني القرآن نویسنده : النيسابوري، بيان الحق جلد : 1 صفحه : 125