نام کتاب : استشهاد الحسين رضوان الله عليه بين الحقائق والأوهام نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 112
وعليه فلا عصمة فيما يراه النائم، بل لا بد من عرضه على الشرع فإن وافقه فالحكم بما استقر، لأن الأحكام ليست موقوفة على ما يرى من المنامات، وإن خالف رد مهما كان حال الرائي أو المرئي، ويحكم على تلك الرؤيا بأنها حلم من الشيطان وأنها كاذبة وأضغاث أحلام [1]. ولكن يبقى أن يقال: ما فائدة الرؤيا الموافقة للشريعة، إذا كان الحكم بما استقر عليه الشرع [2]؟. فائدتها التنبيه والبشرى كما جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لم يبق من النبوة إلا المبشرات. قالوا وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة [3]، فإن الرجل الصالح قد يرى في النوم ما يؤنسه أو يزعجه فيكون ذلك دافعاً له إلى فعل مطلوب أن ترك محظور [4].
سادساً: أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بمقتل الحسين رضي الله عنه:
عن أم سلمة قالت: كان جبريل عند النبي صلى اله عليه وسلم والحسين معي فبكى الحسين فتركته فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم فدنى من النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبريل: أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها فأراه إياها فإذا الأرض يقال لها كربلاء [5]، وقد وقع الأمر كذلك بعد مضي سنين طويلة، وهذه معجزة من معجزاته صلى الله عليه وسلم الدالة على نبوته وأنه رسول الله حقاً وصدقاً، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك عن طريق الوحي [6]. [1] منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد (2/ 687). [2] المصدر نفسه (2/ 687). [3] البخاري رقم 6990. [4] منهج الاستدلال على مسائل الاعتقاد (2/ 687). [5] فضائل الصحابة رقم 1391 بسند حسن. [6] سير الشهداء صـ244.
نام کتاب : استشهاد الحسين رضوان الله عليه بين الحقائق والأوهام نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 112