نام کتاب : استشهاد الحسين رضوان الله عليه بين الحقائق والأوهام نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37
جـ ـ وإما أن يسيّروه إلى أي ثغر من ثغور المسلمين فيكون واحداً منهم له ما لهم وعليه ما عليهم [1]. وقد أكد الحسين رضي الله عنه موافقته للذهاب إلى يزيد [2]. وكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد بكتاب أظهر فيه أن هذا الموقف المتأزم قد حُلّ، وأن السلام قد أوشك، وما على ابن زياد إلا الموافقة [3]. وبالفعل فقد أوشك ابن زياد أن يوافق ويرسله إلى يزيد، لولا تدخل شمر بن ذي الجوشن الذي كان جالساً في المجلس حين وصول الرسالة فقد اعترض على رأي ابن زياد في أن يرسله إلى يزيد، وبيّن لابن زياد أن الأمر الصائب هو أن يطلب من الحسين أن ينزل على حكمه ـ أي ابن زياد ـ حتى يكون هو صاحب الأمر المتحكم فيه [4]. فلما وصل الخبر إلى الحسين رضي الله عنه رفض الطلب وقال: لا والله لا أنزل على حكم عبيد الله بن زياد أبداً [5]، وقال لأصحابه الذين معه أنتم في حل من طاعتي، ولكنهم أصرّوا على مصاحبته والمقاتلة معه حتى الشهادة [6]، واتخذ ابن زياد إجراءً احترازياً حين خرج إلى النخيلة [7]، واستعمل على الكوفة عمرو بن حريث، وضبط الجسر، ولم يترك أحداً يجوزه، وخاصة أنه علم أن بعض الأشخاص من الكوفة بدأوا يتسللون من الكوفة إلى الحسين [8]. [1] المصدر نفسه. [2] أنساب الأشراف (3/ 173، 224) بإسناد صحيح وتوبع عند الطبري بإسناد صحيح. [3] تاريخ الطبري (6/ 340). [4] المصدر (6/ 340، 341). [5] حقبة من التاريخ صـ132، تاريخ الطبري (6/ 342). [6] تاريخ الطبري (6/ 346). [7] النخيلة: تصغير نخلة ـ موضع قرب الكوفة. [8] الطبقات (5/ 378).
نام کتاب : استشهاد الحسين رضوان الله عليه بين الحقائق والأوهام نویسنده : الصلابي، علي محمد جلد : 1 صفحه : 37