responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : قادة فتح الأندلس نویسنده : محمود شيت خطاب    جلد : 1  صفحه : 289
د - سير القتال:
فرّق نهر بَرْباط بين الجيشين المتحاربين مدى أيام ثلاثة، شُغلت بالمناوشات البسيطة بين الجيشين، وقد كان جيش القوط في الضفة الشمالية من النهر، وكان طارق في الضفة الجنوبية منه. وفي اليوم الرابع التحم الجيشان، ونشبت بينها معركة عارمة. وظهر لذريق في وسط الميدان في حلل ملوكية، فوق عرش تجرّه الخيول المطهّمة، وهو منظر أثار سخرية جيبون [1] ولاذع تهكّمه، إذ يقول عنه: "ولقد يخجل ألاريك (مؤسس دولة القوط) عند رؤية خلفه لذريق، متوّجاً باللآلى، متَّشِحاً بالحرير والذهب، مضطجعاً في هودج من العاج" [2].
وأظهر البربر المسلمون من غُمارة قدرة عظيمة على القتال، فقد كانوا من المختارين من بين أفراد تلك القبيلة المعروفين بالإقدام والشجاعة، ومن المدرّبين على التّعابي العسكرية أحسن تدريب. وكان طارق قد قدّم نفراً من السُّودان [3] أمام جيشه، ليتلقوا بما عُرف عنهم من الصبر والثبات الصدمة

[1] جيبون: أدورد جيبون (1737 - 1794 م)، مؤرخ إنجليزي قضى طفولة سقيمة، ولم يدرس دراسة منظّمة، ولكنه كان نهماً في قراءاته. تعلّم بأكسفورد ولوزان قام بزيارة لروما أمدّته بفكرة تأليف كتابه الضخم الخالد: (تدهور الإمبراطورية الرومانية وسقوطها) الذي ظهر في ستة مجلدات (1776 - 1783)، فحظي على الفور بالثناء والانتشار. كان شكل جيبون غير الوسيم مثاراً للسخرية بين الأوساط العالية التي غشيها. قابل بالسخط والاستنكار الثورة الأمريكية، ولكنه أظهر رضاءه عن الثورة الفرنسية التي خضبت أديم فرنسا بالدماء الغزيرة، انظر الموسوعة العربية الميسرة (675).
[2] تشير معظم الروايات الإسلامية إلى هذا المنظر، فيقول الطبري نقلاً عن الواقدي: "فزحف الأدرينوق في سرير الملك، وعلى الأدرينوق تاجه وقفازه وجميع الحلّة التي كان يلبسها الملوك"، انظر الطبري (6/ 468) ونفح الطيب (1/ 112) والبيان المغرب (2/ 9).
[3] لم يذكر هؤلاء السود من المؤرخين المحدثين إلا سافدرا الإسباني، مع أنهم قاموا =
نام کتاب : قادة فتح الأندلس نویسنده : محمود شيت خطاب    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست