نام کتاب : قادة فتح الأندلس نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 313
وكان الصيف قد انقضى، وأقبل شهر تشرين الأول (أكتوبر) سنة ثلاث وتسعين الهجرية (تشرين الأول 711 م) ومعه برد الخريف، ففضّل طارق وأصحابه العودة إلى طليطلة لكي يقضوا الشتاء فيها [1]، وكانت الغنائم قد أثقلت جيش طارق إلى حدّ عظيم.
ومع هذا، فهناك روايات أخرى، تشير إلى أنه استمر في فتوحه، فوصل إلى جلِّيقِيّة [2] ( Galicia) وأَسْتُرْقَة [3] ( Astorga) وما يجاورهما من مناطق [4]، الأمر الذي يصعب تصديقه، خاصة إذا أخذنا بنظر الإعتبار، إطلالة الشتاء، ووعورة المنطقة [5]. وتغلغل طارق عميقاً في أنحاء الأندلس، بشكل لا يتناسب مع ما لديه من قوّات مقاتلة [6]. وفي ذلك يقول ابن حَيّان - فيما ينقله
= المناسك، ويصفّونها على المذابح في الأعياد للمباهاة بزينتها، فكانت تلك المائدة بطليطلة مما صيغ في هذا السبيل" ... ، وبقيّة العبارة تدلّ صراحة على أن تلك المائدة إنما كانت لمذبح كنيسة طليطلة، ونقل المائدة إلى قلعة هنارس، فيما يبدو، لتهريبها من المسلمين، ولوضعها في مكان حصين، وكانوا يظنون أنّ المسلمين يصعب عليهم الوصول إليه بسهولة ويسر. والمصادر الإسلامية تصف هذه المائدة بأنها: "كانت من زبرجدة خضراء، حافاتها وأرجلها منها"، والغالب أنهم كانوا يريدون أنّها كانت محلاّة بالزبرجد الأخضر، انظر فتوح مصر والمغرب (205) وأخبار مجموعة (17 و 19) والبيان المغرب (1/ 14) ونفح الطيب برواية ابن حيان (1/ 272) وفتح الأندلس (9). [1] أخبار مجموعة (15) وابن الأثير (4/ 564) والبيان المغرب (2/ 12) والنويري (22/ 28) ونفح الطيب برواية ابن حيان (1/ 456) والرسالة الشريفية (192). [2] جلِّيقية: ناحية قرب ساحل البحر المحيط من ناحية شمالي الأندلس في أقصاه من جهة الغرب، انظر معجم البلدان (3/ 131). [3] إسترقة: بلد بناحية جليقية قرب ساحل المحيط وقرب مدينة ليون، انظر قادة فتح المغرب (1/ 268). [4] ابن القوطية (9) وابن الأثير (4/ 564) والرسالة الشريفية (162) والنويري (22/ 28) ونفح الطيب (1/ 265). [5] الفتح والاستقرار العربي الإسلامي في شمال إفريقيا والأندلس (174). [6] قادة فتح المغرب العربي (1/ 251).
نام کتاب : قادة فتح الأندلس نویسنده : محمود شيت خطاب جلد : 1 صفحه : 313