نام کتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية نویسنده : أبو القاسم سعد الله جلد : 1 صفحه : 19
الحاكم يسمى (بايا) في الوثائق الرسمية ولكن الكتابات المعاصرة به أحيانا (القائد) وأحيانا (الوالي) وأحيانا (الأمير) , ومن هؤلاء الفكون نفسه وكان الحاكم في بداية الأمر يختار من قبل السكان وتصادق عليه السلطة المركزية في الجزائر فإذا حدثت ثورة ضده أو خرج الأمر من يده أو مات، يعيد السكان الكرة وكذلك تصادق السلطة المركزية. وكان الاختيار ليس شعبيا بالمعنى الذي نفهمه الآن، ولكن كبار القوم من الشيوخ والعلماء والقضاة وأعيان العائلات هم الذين يجتمعون ويباركون هذا ويرفضون ذاك. فإذا اختلفوا أو انقسموا تقع الفوضى لا محالة ولا يفصل في الأمر إلا فرض وجهة نظر أحد الفريقين عن طريق تدخل الحامية العسكرية أو حتى السلطة المركزية. ولذلك كان أولئك الأعيان حريصين على الإبقاء على التضامن فيما بينهم وإبعاد الخلاف والانقسام حتى لا تتدخل العساكر كما يقولون. ويتضح من كتابات الفكون أنه يتحدث عن (العجم) وعن (الترك) كفئة متميزة عن المجتمع القسنطيني غريبة عنه تعيش معه ولكن عالة عليه. أما القوة الحقيقية في نظره فقد كانت في يد الأعيان ولا سيما رجال الدين وعلى رأسهم العلماء.
ومع مرور الزمن جعل الحاكم (الباي) من حوله إدارة تتألف من موظفين بارزين، لمساعدته في تسيير شؤون الإقليم. فهناك القضاة والجنود والشرطة، وهناك قواد العساكر وشيوخ القبائل، وهناك الكتبة وأصحاب البريد، كما هناك مسؤولون على كل جزء من أجزاء الحياة العامة من أمن ونظافة وعدالة وضرائب ونحوها - ونحن نفهم الكثير من العلاقات الداخلية في مدينة قسنطينة
نام کتاب : شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون داعية السلفية نویسنده : أبو القاسم سعد الله جلد : 1 صفحه : 19