responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 279
الثاني الهجري بعد وفاة عائشة (ض) بكثير، وذلك أن الكتاب والسنة أثبتا لله سبحانه وتعالى اليد والرجل والعين، فهل المراد بها أعضاء حقيقية كما تقتضيه اللغة، أم تحمل على المعنى المجازي، فاليد هل هي اليد الحقيقية أم يراد بها القوة والقدرة؟ وكذلك العين هل المراد بها الباصرة الحقيقية أم العلم؟ وهلم جرا، ورغم أن الصحابة الكرام (ض) لم يتطرقوا إلى تفاصيل هذه المسألة، إلا أن عقيدة السلف الصالح في هذا الباب هي إثبات هذه الصفات لله سبحانه وتعالى وإمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تمثيل، والإيمان بمعانيها الحقيقية، وعدم الخوض في تفاصيلها، ولعل أم المؤمنين عائشة (ض) تميل إلى هذا المذهب، كما تدل عليه مقالتها في صحيح البخاري: ((الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات)) [1].

رؤية الباري تعالى:
زعمت المعتزلة ومن نحا نحوهم استحالة رؤية الله تعالى في الدنيا والآخرة، وأثبتها جمهور أهل السنة والجماعة سلفا وخلفا، ليس فقط إمكانية الرؤية، وإنما وقوعها كذلك، كما أن مذهب أهل السنة استحالة رؤية الباري تعالى في الدنيا، أما في الآخرة فتتحقق رؤيته تعالى وينظر إليه المسلمون كما ينظرون إلى القمر ليلة البدر، إلا أن عائشة (ض) صرحت في أكثر من رواية وقالت لتلاميذها: ((من حدثك أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رأى ربه فقد كذب)) [2]، ثم قرأت: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103] [3] {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ}

[1] صحيح البخاري كتاب التوحيد باب قول الله تعالى: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}.
[2] صحيح البخاري كتاب تفسير القرآن برقم 4855، وسنن الترمذي كتاب تفسير القرآن
برقم 3068.
قلت: انظر ((الجوهرة في قواعد العقائد)) للشيخ طاهر الجزائري ط دار القلم بدمشق و ((الأسماء والصفات نقلا وعقلا)) للعلامة محمد الأمين الجكني الشنقيطي. (الناشر).
[3] الرؤية شيء والإدراك شيء آخر (الناشر).
نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست