نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 52
بناؤه - صلى الله عليه وسلم - بعائشة:
نزلت عائشة (ض) مع أهلها في حي بني الحارث بن الخزرج [1]، وأقامت هناك مع أمها ما يقارب سبعة أو ثمانية أشهر، وكانت المدينة المنورة أرضا وبئة، فتأثر المهاجرون بمناخها هذا لما سكنوا فيها، فمرض بعضهم، وأصابتهم الحمى والسقم حتى أجهدهم ذلك، وكذلك أبو بكر (ض) أصابته الحمى الشديدة فكانت عائشة تعوده وتستخبر حاله، تقول (ض): ((لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة وعك أبو بكر وبلال، فدخلت عليهما، فقلت: يا أبي كيف تجدك؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:
((كل امرئ مصبح في أهله … والموت أدنى من شراك نعله))
قالت: فجئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال: ((اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة، أو أشد، اللهم وصححها، وبارك لنا في مدها وصاعها، انقل حماها، فاجعلها بالجحفة)) [2].
ثم تأثرت عائشة (ض) نفسها بهذا المناخ الذي لم تألفه من قبل فمرضت، فكان أبو بكر (ض) يأتيها ويقبلها ويقول: كيف أنت يا بنية؟ وكان المرض شديدا حتى تمرق شعرها، تقول (ض) وهي تحكي لنا هذه القصة: ((فقدمنا المدينة فوعكت شهرا فوفى شعري جميمة)) [3].
ولما شفيث أخذت أمها تهيئها للزواج وتعالجها، ثم قال أبو بكر: [1] أخرجه البخاري في صحيحه باب تزويج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة وقدومها المدينة وبنائه بها برقم 3894، وأبو عوانة في مسنده 78/ 3 برقم 4260، والدارمي في سننه باب في تزويج الصغار إذا زوجهن آباؤهن برقم 2261، 212/ 2، والبيهقي في السنن الكبرى باب ما تقول النسوة للعروس برقم 13621، 7/ 148، وأبو داود في السنن باب في الأرجوحة برقم 4937. [2] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب برقم 3926، وكتاب المرض برقم 5654 وبرقم 5677، والإمام مسلم في صحيحه كتاب الحج برقم 1376، ومالك في الموطأ كتاب الجامع برقم 1648. [3] أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المناقب برقم 3894، ومسلم في صحيحه كتاب النكاح برقم 1422 واللفظ له، وابن ماجه في سننه كتاب النكاح برقم 1876.
نام کتاب : سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين نویسنده : الندوي، سليمان جلد : 1 صفحه : 52