نام کتاب : حسن البنا الرجل والفكرة نویسنده : السمان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 44
نفوسهم على العمل به، ولكنهم يصرون على أن يحكموا هذه الشعوب التى تؤمن بهذا الدين، ولا يرون حياتهم وشرفهم إلا في البقاء في الحكومة ولا يرون لهم محلاً في الحياة إلا الزعامة والحكومة ولا موضعًا في العالم إلا المجتمع الإسلامي الذي ولدوا ونشأوا فيه فالشعوب في تعب منهم وهم منها في بلاء وعناء.
إن العالم الإسلامي حائر بين فطرته التي تنزعه إلى الدين وتاريخه الذي يدفعه إلى الإيمان والجهاد والكتاب الذي يقبل به إلى الآخرة ويبعث فى نفسه الثورة على المجتمع الفاسد، والحياة الزائفة، وبين التربية العصرية التى تزين له المادية وتطبعه على الجبن والضعف، والزعامة التي تفرض عليه الاتكال على الغير، والاعتماد على العدو والفرار من الزحف.
إن العالم الإسلامي حائر بين شباب ثائر ودم فائر وذهن متوقد وأزهار تريد أن تتفتح وبين قيادة شائخة شائبة قد أفلست فى العقلية والحياة وحرمت الابتكار والإبداع والشجاعة والمغامرة!.»
هذا ما قاله العلامة الندوي أواسط عام 1370 هـ أي منذ أكثر من ربع قرن، عن أوضاع العالم الإسلامي، ولا يمكن لإنسان - كائنًا من كان هذا الإنسان - أن يضطلع بأعباء فكرة جريئة تتصدى لكل هذه الأوضاع الغارقة إلى آذانها في الجاهلية الأولى التي يجب أن يحسب ألف حساب لا لقدراتها المادية فحسب، بل
نام کتاب : حسن البنا الرجل والفكرة نویسنده : السمان، محمد عبد الله جلد : 1 صفحه : 44