نام کتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي نویسنده : طاهر سليمان حمودة جلد : 1 صفحه : 43
وكان لأبناء كل جالية فنادق خاصة بهم يقيمون بها، وقد تمتع هؤلاء داخل فنادقهم بقسط وافر من الحرية ولكن المجتمع فرض عليهم نظما معينة في تصرفاتهم بالخارج فلم يسمح لهم مثلا بركوب الخيل شأن أهل الذمة كما فرض عليهم إغلاق أبواب فنادقهم مساء كل يوم ووقت صلاة الجمعة [1].
وقد اعتبر السلاطين أولئك الأجانب رهينة لدى الدولة فإذا ما حلّ اعتداء من الدولة الأجنبية ببعض الثغور الإسلامية وأسر من المسلمين أحد أو نهب منهم شيء فان الاقتصاص قد يكون من الفرنجة الموجودين بمصر، أو يكون تهديد الدول المعتدية بذلك وإن تكن هذه الوسيلة غير مجدية في دفع الاعتداء [2].
الحياة في المدن:
وإكمالا لحديثنا عن الجانب الاجتماعي فإنه يحسن أن نشير إلى نظام الحياة في المدن المصرية لا سيما القاهرة في ذلك الوقت. وقد اتصفت المدن في ذلك العصر بتلاصق منازلها وضيق دروبها واكتظاظ طرقاتها بالمارة والدواب، وقد أشاد الرحالة الأجانب الذين زاروا مصر بعظمة المدن المصرية إذا ما قورنت بمثيلاتها من دول أوروبا آنذاك [3]، وقد فاقت القاهرة في ذلك العصر جميع مدن العالم تقريبا من حيث السعة والنشاط الحيوي وكثرة السكان، وقد أشاد ابن بطوطة الذي زار مصر في القرن الثامن الهجري بعظمة القاهرة [4].
وبالرغم من ضيق طرقات المدينة فقد زخرت بألوان النشاط الانساني، يضاف إلى ذلك كثرة الدواب، فالخيول المطهمة يركبها المماليك ويركضون بها وسط الدروب والأسواق وهم يضربون الناس يمنة ويسرة دون اكتراث بهم، وليس مباحا لغيرهم من الفئات أن يمتطي الخيل إلا إذا كان من كبار أرباب [1] المصدر السابق ص 56. [2] ابن إياس: بدائع الزهور ج 2 ص 246 حوادث ذي القعدة سنة 892 هـ، المجتمع المصري ص 56. [3] د. سعيد عاشور: المجتمع المصري ص 82. [4] رحلة ابن بطوطة ج 1 ص 19.
نام کتاب : جلال الدين السيوطي عصره وحياته وآثاره وجهوده في الدرس اللغوي نویسنده : طاهر سليمان حمودة جلد : 1 صفحه : 43