نام کتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين نویسنده : ابن العطار جلد : 1 صفحه : 67
المعلم الحنفي -فسح الله في مدته- قال: "عذلتُ [1] الشَّيخَ محيي الدين في عدم دخول الحمام، وتضييق عيشه في أكله، ولباسه، وجميع أحواله، وقلتُ له: أخشى عليك مرضاً يعطِّلك عن أشياء أفضل مما تقصده".
قال: "فقال: إن فلاناً صام، وعبدَ الله حتى اخضرَّ عظمه".
قال: "فعرفتُ أنه ليس له غرض في المقام في دارِنا هذه، ولا يلتَفِتُ إلى ما نحنُ فيه" [2].
ورأيتُ رجلًا من أصحابه قَشَّرَ خيارةً؛ ليطعمه إياها، فامتنعَ مِن أكلها، وقال: "أخشى أن ترطِّبَ جِسْمي، وتجلبَ النوم" [3].
وكان رحمه الله لا يأكل في اليوم والليلة إلا أكلةً واحدة بعد عشاء الآخرة، ولا يشرب إلا شربة واحدة عند السَّحر، وكان لا يشرب الماء [1] أي: لُمْتُ. [2] قال السخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص 38): "وفيما أدرجه الذَّهبي [في "تاريخ الإسلام" (ورقة 578)] في كلام ابن العطار مما لم أقف عليه في النّسخة التي وقفتُ عليها؛ قال: وعزم عليه الشيخ برهان الدين الإسكندراني أن يفطر عنده في رمضان، فقال: أحضر الطعام إلى هنا، ونفطر جملة. قال ابن العطار: فأفطرنا ثلاثين أو أكثر على لونين من الطعام، وكان الشيخ في بعض الأوقات يجمع إدامين". انتهى.
ولعل في هذا ما يشعر بمخالفة ما قاله اليونيني في "ذيل مرآة الزمان" (3/ 288)، وابن كثير في "البداية والنهاية" (13/ 279) عنه: "ولم يجمع بين إدامين"!
ولا تضارب، فجمع اللونين على مائدته لإكرام الناس، وهو مباح شرعاً، بل ومرغب فيه، أما هو بخاصّة نفسه فلم يأكل إلاَّ طعاماً واحداً، والله أعلم. [3] نقلها عن المصنف: الذهبى في "تاريخ الإسلام" (ورقة 577)، والسخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص 38)، والسيوطي في "المنهاج السوي" (45).
نام کتاب : تحفة الطالبين في ترجمة الإمام محيي الدين نویسنده : ابن العطار جلد : 1 صفحه : 67