السنة 410 هـ، فيكون منطلق البيهقي من هذه السنة وما هذه السنة وما تلاها. وأما قوله إلى يومنا هذا فلا يفيدنا إلا بشكل تقريبي في تحديد تاريخ الانتهاء منه، ذلك أننا نعلم أنه انتهى من تدوين النسخة الأولى من تاريخ بيهق سنة 544 هـ، وأنه كان ما يزال يضيف إليه سنة 555 هـ، وختم النسخة التي بين أيدينا سنة 563 هـ. ومع ذلك فإن محمد قزويني في مقدمته لتاريخ بيهق الصفحة «يد» ) قال: «إن الكتاب يتضمن الوقائع التاريخية في إيران لمدة تمتد على 150 عاما بدءا من ختام تاريخ اليميني أي حوالي 410 هـ حتى حوالي 560 هـ. وبعبارة أخرى فإنه يتضمن وقائع العهدين الغزنوي والسلجوقي بكاملها والنصف الأول من حكم الخوارزمشاهية» . ونعتقد أن تاريخ الكتاب يعود إلى فترة أقل قليلا من سنة 560 هـ، ومن المرجح جدا أن يكون سنة 555 هـ حيث يمكن التوفيق بين عبارته الواردة هنا في ختام مشارب التجارب: «انتهيت به إلى يومنا هذا» ، وبين قوله في تاريخ بيهق هو يتحدث عن وفاة المقتفي لأمر الله التي حدثت في 2 ربيع الأول سنة 555 هـ: «المقتفي الذي مات في هذه الأيام» «1» . نقل منه ياقوت مقتطفات في معجم الأدباء (مثلا: 2/696، 3/1684) وابن الفوطي (مجمع الآداب، الترجمة 1433) . وابن أبي أصيبعة (عيون الأنباء، 1/110) وعطا ملك الجويني في تاريخ جهان كشا (تاريخ فاتح العالم) (1/255) وابن الأثير في الكامل (10/41) . كما نقل منه ابن النجار نصا طويلا يتعلق بالوزير أبي نصر الكندري، نقل فيه قول البيهقي: «قال علي بن الحسن الباخرزي شريكه في مجلس الإفادة من الموفق النيسابوري سنة 434 هـ ... » (ذيل تاريخ بغداد، 3/193) .
71. المشتهر في نقض المعتبر الذي صنفه أبو البركات، مجلد واحد (مشارب؛ إيضاح، 2/486؛ هدية، 1/700) . والمعتبر في الفلسفة لأبي البركات هبة الله بن علي بن ملكا الطبيب اليهودي الملقب بأوحد الزمان وفيلسوف العراقين المتوفى