من عقاب خالق البشر " [1].
كان لا يعير أهمية للفن القصصيّ، ويرى أنّ كتاب القصة يجنحون إلى الكذب من أجل الفنّ وباسم الفنّ، وهم يقلّدون الأوروبيين فيما يكتبون، وهو لا يريد أن يكون مثلهم، ولا ينبغي للكتاب المسلمين أن يكونوا كذّابين ومقلّدين.
إلا أنّ القاصَّ خطّاباً كان يُعنى برسم البيئة الاجتماعية فيما يقصّ أو يحكي، فيُطْلعنا على عاداتها، وتقاليدها، وما يسود الناس من معتقدات، والأحوال العامّة التي كانت في المكان الذي تجري حوادث الحكاية فيه، كما في (وليمة قندهارية)، و (في ضيافة النبيّ - صلى الله عليه وسلم -)، و (كلّ مودّة لله تصفو) في كتابه: (تدابير القدر) فكأنه يؤرّخ للحياة الاجتماعية.
ومن الطريف أن نعرف - مثلاً - أنّ رطل اللحم في بغداد، في الأربعينيات كان بثلاثين فلساً (هو الآن بثلاثة ملايين فلس)، وأن سعر صفيحة السمن الحيواني النّقي بنصف دينار، وثمن البدلة الرجّالية مع خياطتها - للعيد - ديناران [2].
قال الدكتور مجاهد مصطفى بهجت عن قصص خطّاب:
" أسهم - خطّاب - في إصدار سلسلة من الكتب القصصية الهادفة، ذات الطابع الإسلاميّ الواقعي الذي يحيي المعاني الإسلامية، ويبرز البُعْد الغيبيّ في الإيمان بالله تعالى، وقدره: خيره وشرّه .. [1] تدابير القدر: ص 10. [2] المرجع السابق: ص 17.