قال سيّد في حزن: سامحكم الله .. لو أنكم شاورتموني.
قال خطاب في دهشة: وهل كان سيكون لك رأي آخر؟
قال سيّد: نعمْ .. لو شاورتموني لرفضت الوساطة، ولما خرجت بهذه الصورة.
قال خطّاب في حزن وسهوم: ولكنها كريمة .. إخراج كريم ..
الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - قال معلّقاً على إباء يوسف الخروج من السجن حتى يسأل الملك النسوة اللواتي قطّعن أيديهنّ: رحم الله أخي يوسف.
لو خُيّرت - مكانه - لاخترت الخروج على المكث في السجن.
قال سيّد:
- على أيّ حال .. سبق السيف العذل، وشكر الله لكم مسعاكم النبيل، ونيّتكم الحسنة في الإفراج عن أخيكم، وأطيب تحياتي لكم وللأخ عبد السلام عارف .. الرجل الصالح.
" وخرج سيّد من السجن، وقدّم لي وللمشير عارف كتبه كلّها مجلّدة تجليداً فاخراً، وكتب على الظلال إهداء لطيفاً لكلٍّ منا ".
ثم اصطحبني اللواء خطّاب إلى مكتبته العامرة، وأراني كتب الشهيد العظيم، وقرأت إهداءه بخط يده على المجلد الأول من الظلال، واللواء خطّاب يدندن بهذين البيتين في تأثّر ثائر:
ذلك المؤمن المجاهد يغشى ... غمرة الحرب، والرَّدَى يخشاه
تحت ظلِّ السيوف ماضٍ قويٌّ ... درْعُه: لا إله إلا الله
ثم التفت إليّ، وقد أخذ الحزن مأخذه في وجهي وعينيّ، وقال في حزن: