الإهداءات
(المكتوب يظهر من عنوانه) هكذا قالوا، وقولهم صحيح، فأنت من الكلمات القليلة التي تقرؤها على الظرف (مغلّف الرسالة)، تستطيع أن تعرف ما إذا كان صاحب الرسالة راضياً عنك، محبّاً لك، أو ساخطاً عليك، وكذلك تعرف الرجل الكاتب من عنوان كتابه، ثم من الصفحة الأولى التي تلي العنوان، فإذا بدأ الكتاب ببسم الله الرحمن الرحيم، عرفت أنه مسلم مؤمن بالله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وإذا قرأت الإهداء الذي يلي البسملة، عرفت أيّ رجل هذا الذي كتب الكتاب، ومضمون الكتاب بعامة.
وعندما نطالع (إهداءات) اللواء خطاب، ندرك أن الرجل مجاهد، ويتحدث إلى المجاهدين. ففي كتابه عن (عقبة بن نافع الفهري) صدّر الكتاب بالآية الكريمة: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ .... مِّنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]، ثم جاء الإهداء: إلى المجاهدين القدامى الذين بذلوا أرواحهم لنشر لغة القرآن، وتعاليمه، في ربوع إفريقية.
وإلى المجاهدين الجدد الذين بذلوا أرواحهم لتثبيت دعائم لغة القرآن وتعاليمه في إفريقية.
أقدّم سيرة بطل من أبطال فتح إفريقية: " عقبة بن نافع الفهري ".
فالجهاد هو ما يشغله، والمجاهدون دائماً في فكره وذهنه وحياته،