نام کتاب : الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم نویسنده : المنصوري، أبو الطيب جلد : 1 صفحه : 37
سمع من نحو ألف شيخ بها، فيالها من همة عالية، ونفس أبية، يصدق فيها قول ابن طباطبا العلوي:
له همة إن قست فرط علوِّها ... حسبت الثريَّا في قرار قليب
وقول الآخر:
همتي همة الأسود ونفسي ... نفس حر ترى الشهادة مغنم
ومن كانت هذه همته لا يرضى بالدون، ولا يقنع بالقليل، وكما قيل: "ذو الهمة إن حُطَّ فنفسه تأبى إلا علوًّا، كالشعلة في النار يصوبها صاحبها وتأبى إلا ارتفاعًا". [1] وكذا الإِمام الحاكم -رحمه الله تعالي- لم يقنع بالمنزلة التي سبق بيانها، بل رحل في تحصيل العلوم، فسمع الكثير كما يقوله الحافظ ابن كثير [2]، وشمر عن ساق الجد والاجتهاد.
بهمة في الثريا إثر أخمصها ... وعزمةٍ ليس من عادتها السأمُ
فطاف البلاد، واستوطن السهاد، وآثر قطع المفاوز والقفار، على التنعم في الدمن والأوطار، ورفض ما تتوق إليه النفوس الشهوانية، في سبيل طلبه للأحاديث النبوية، فرحل إلى العراق والحجاز، وبلاد خراسان، وبلاد الجبل، وبلاد ما وراء النهر، وبلاد خوزستان، قال السمعاني في "الإنساب" ([1]/ 455): له رحلة إلى العراق، والحجاز، ومرو، وما وراء النهر.
فأما رحلته إلى العراق والحجاز فلعلها أول رحلاته وأشهرها، قال أبو يعلى الخليلي في "الإرشاد" (3/ 852): وله إلى العراق والحجاز رحلتان. وقال الإسنوي في "طبقاته" ([1]/ 195): رحل إلى الحجاز [1] عيون الأخبار (1/ 233).
(2) "البداية" (15/ 561).
نام کتاب : الروض الباسم في تراجم شيوخ الحاكم نویسنده : المنصوري، أبو الطيب جلد : 1 صفحه : 37