نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 149
عنده. فغلق السجان باب الحبس، وراح.
فلما كان ثاني يوم، جاء عبد الكريم أين أخت الشيخ نصر وحلف أن الشيخ نصر ماعنده علم من هذا، وانصرف.
فلما كان بعد صلاة العصر وقفت أبكي. فقال لي الشيخ: لاتبك، ما بقيت هذه المحنة تبطئ، فقلت له أفتح لك في المصحف؟ فقال: افتح. فطلع قوله تعالى: {وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128)} [النحل: 127 - 128]، فقال: افتح في موضع آخر، فطلع قوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ} [النمل: 50] إلى آخرها، فقال: افتح آخر، فطلع قوله تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ. . .} [الفتح: 29]. إلى آخرها [1].
فلما صلَّينا المغربَ بقي يدعو بدعاء الكرب، وأنزل الله عليه من النور والبهاء والحال شيئًا عظيمًا. وأشرت إلى المُحْبَسِين، كأن وجهه شمع يجلوه [1] قال الشيخ في "مجموع الفتاوى": (23/ 66): "وأما استفتاح الفأل في المصحف: فلم يُنْقل عن السلف فيه شيءٌ وقد تنازع فيه المتأخرون. وذكر القاضي أبو يعلى فيه نزاعا، ذكر عن ابن بطة أنه فَعَله، وذكر عن غيره أنه كرهه.
فإن هذا ليس الفأل الذي يحبه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإنه كان يحب الفأل ويكره الطيرة. والفأل الذي يحبه هو أن يفعل أمرا أو يعزم عليه موكلا على الله، فيسمع الكلمة الحسنة التي تسره: مثل أن يسمع: يا نجيح، يا مفلح، يا سعيد، يا منصور، ونحو ذلك"، كما لقي في سفرة الهجرة رجلًا فقال: "ما اسمك"؟ قال: يزيد. قال: "يا أبا بكر! يزيد أمرِّنا" ... " اهـ.
وانظر: "الإبداع في مضار الابتداع": (ص/ 74)، و"السنن والمبتدعات": (ص/ 123)، و"منسك ابن جماعة".
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 149