نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 170
بل نصفه، وهو المعنى كلام الله، ونصفه وهو الحروف ليس كلام الله بل هو خلق من خلقه.
وقد تنازع الصفاتية القائلون بأن القرآن غير مخلوق هل يقال: إنه قديم لم يزل ولا يتعلق بالمشيئة؟ أم يقال يتكلم إذا شاء ويسكت إذا شاء؟ على قولين مشهورين في ذلك، وفي السمع والبصر ونحوهما ذكرهما الحارث المحاسبي عن أهل السنة، وذكرهما أبو بكر [عبد العزيز] عن أهل السنة من أصحاب أحمد وغيرهم.
وكذلك النزاع بين أهل الحديث والصوفية وفرق الفقهاء من المالكية والشافعية والحنفية بل وبين فرق المتكلمين والفلاسفة في جنس هذا الباب وليس هذا موضع بسط ذلك الفصل.
وأما سؤاله عن قوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (5)} [طه/ 5] فهو حق أخبر الله به، وأهل السنة متفقون على ماقاله ربيعة بن أبي عبد الرحمن ومالك بن أنس وغيرهما من الأئمة: أن الاستواء معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب والسؤال عن الكيف بدعة، فمن زعم أن الله مفتقر إلى عرش يُقلّه أو أنه محصور في سماء تُظلّه أو أنه محصور في شيءٍ من مخلوقاته، أو أنه تحيط به جهة من جهات مصنوعاته؛ فهو مخطئ ضال، ومن قال: إنه ليس على العرش رب ولا فوق السموات خالق بل ماهنالك إلا العدم المحض والنفي الصرف؛ فهو معطِّل جاحد لرب العالمين مُضاهٍ لفرعون الذي قال: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36) أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا} [غافر/ 36 - 37] بل أهل السنة والحديث وسلف الأمة متفقون على أنه فوق سماواته على عرشه بائنٌ من
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 170