نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 415
ثمَّ قدمت بعدهم طائفة أُخرى. . . فقويت القلوب واطمأنّ كثير من الناس. ولكن الناس في جَفْل عظيم من بلاد حلب وحماة وحمص وتلك النواحي، وتقهقر الجيش الحلبي والحموي إِلى حمص، ثمَّ خافوا أَنْ يدهمهم التتر فجاءوا فنزلوا المَرْج. . . وجلس القضاة بالجامع وحلّفوا جماعة من الفقهاء والعامة على القتال.
وتوجّه الشَّيخ تقيّ الدين ابن تَيْمِيَّة إِلى العسكر الواصل من حماة، فاجتمع بهم في القُطَيْفة، وأعلمهم بما تحالف عليه الأمراء والناس من لقاء العدوّ فأجابوا إِلى ذلك وحلفوا معهم. وكان الشَّيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة يحلف للأمراء والناس: إنكم في هذه الكرّة منصورون على التتار. فيقول له الأمراء: قل إِن شاء الله. فيقول: إِنْ شاء الله تحقيقًا لا تعليقًا. وكان يتأوّل في ذلك أشياء في كتاب الله منها قوله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (60)}.
وقد تكلّم الناسُ في كيفيّة قتال هؤلاء التتر من أيّ قبيل هو؟ فإنهم يُظهرون الإِسلام، وليسوا بُغاة على الإِمام، فإنهم لم يكونوا في طاعته في وقتٍ ثمَّ خالفوه. فقال الشَّيخ تقيّ الدين: هؤلاء من جنس الخوارج الَّذين خرجوا على عليّ ومعاوية. ورأوا أنهم أحقّ بالمر منهما. وهؤلاء يزعمون أنهم أحقّ بإقامة الحق من المسلمين، ويعيبون على المسلمين ما هم متلبّسون به من المعاصي والظلم، وهم متلبسون بما هو أعظم منه بأضعاف مُضاعفَّة. فتفطَّنَ العلماءُ والناسُ لذلك. وكان يقولُ للناس: إِذا رأيتموني من ذلك الجانب وعلى رأسي مصحف فاقتلوني، فتشجَّع الناسُ في قتال التَّتار، وقويت قلوبهم ونيَّاتهم ولله الحمد.
ولما كَانَ يوم الأربعاء الثامن والعشرين من شعبان خرجت العساكر
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 415