نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 418
وفي هذا الشهر بعينه راح الشَّيخ تقيّ الدين ابن تَيْمِيَّة إِلى مسجد النَّارَنْج وأمر أصحابه ومعهم حجّارون بقطع صخرة كانت هناك بنهر قَلُوط تُزار ويُنذر لها. فقطعها وأراح المسلمين منها ومن الشرك بها. فأزاح عن المسلمين شبهة كَانَ شرّها عظيمًا وبهذا وبأمثاله حسدوه، وأبرزوا له العداوة، وكذلك بكلامه في ابن عربي وأتباعه فحُسِد على ذلك وعُودي، ومع هذا لم تأخذه في الله لومة لائم، ولا بالي، ولم يصلوا إليه بمكروه، وأكثر ما نالوا منه: الحبس: مع أنه لم ينقطع في بحثٍ، لا بمصر ولا بالشام، ولم يتوجه لهم عليه ما يشين، وإنما أخذوه وحبسوه بالجاه - كما سيأتي - وإلى الله إياب الخلق وعليه حسابهم.
وفي مستهلّ ذي الحجة ركب الشَّيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة، ومعه جماعة من أصحابه إلى جبل الجُرْد والكَسْروانيين، ومعه نقيب الأشراف زين الدين بن عدنان، فاستتابوا خلقًا منهم، وألزموهم بشرائع الإِسلام، ورجع مؤيّدًا منصورًا.
سنة (705)
في ثانية [المحرم] خرج نائب السلطنة بمن بقي معه من الجيوش الشامية. وقد كَانَ تقدّم بين يديّه طائفة منهم مع ابن تَيْمِيَّة في ثاني المحرم. فساروا إِلى بلاد الجُرْد والرَّفَض والتَّيامِنَة. فخرج نائب السلطنة الأفرم بنفسه بعد خروج الشَّيخ لغزوهم، فنصرهم الله عليهم، وأبادوا خَلْقًا كثيرًا منهم ومن فرقتهم الضالّة، ووطئوا أراضي كثيرة من مَنِيع بلادهم. وعاد نائب السلطنة إِلى دمشق في صحبته الشَّيخ تقي الدين ابن تَيْمِيَّة والجيش. وقد حصل بسبب شهود الشَّيخ هذه الغزوة خيرُ كثير. وأبان الشَّيخ علمًا وشجاعة في هذه الغزوة، وقد امتلأت قلوب أعدائه حسدًا له وغمًّا.
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 418