نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 46
6 - ومما يؤيد كَذِب هذه الأخْلُوقة: أن هذا الكتاب الذي زعموا كُتِب سنة (707)، فكيف يصح هذا وهم يطالبونه في سنة (708) بكتابة شيءٍ بخطه في المسألة نفسها!!.
فإنه لما جاءه المشايخ التدامرة نحو سنة (708) وقالوا: "يا سيدي قد حمَّلونا كلامًا نقوله لك، وحلَّفونا أنه ما يطَّلِع عليه غيرنا: أن تنزِلَ لهم عن مسألة العرش ومسألة القرآن، ونأخذ خطك بذلك، نوقف عليه السلطان ونقول له: هذا الذي حَبَسْنا ابن تيمية عليه، قد رجع عنه، ونَقْطع نحن الورقة [1].
فقال لهم الشيخ: تدعونني أن أكتب بخطي أنه ليس فوق العرش إله يُعبد، ولا في المصاحف قرآن، ولا لله في الأرض كلام؟! ودقَّ بعمامته الأرضَ، وقام واقفًا ورفع برأسه إلى السماء، وقال: اللهم إني أشهدك على أنهم يدعونني أن أكفر بك وبكتبك ورسلك، وأن هذا شيءٌ ما أعمله ... " ثم دعا عليهم.
ولما قالوا له: كل هذا يعملونه حتى توافقهم، وهم عاملون على قتلك أو نفيك أو حبسك، فقال لهم: "أنا إن قُتِلت كانت لي شهادة، وإن نفوني كانت لي هجرة ... ". فيئسوا منه وانصرفوا [2].
فلو كان لهم كتاب بخطه في تلك المسائل -كما زعموا- لم يطلبوا [1] فهذا يدل أنهم قد يئسوا من رجوعه عن عقيدته، فغاية ما أرادوه أَخذ شيءٍ: بخطه يعذرهم عند السلطان في حَبْسه، لكن حتى هذا لم يظفروا به من الشيخ -رحمه الله-. [2] ذكره إبراهيم بن أحمد الغياني خادم شيخ الإسلام. انظر: "الجامع": (ص / 147 - 148).
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 46