نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 600
وقويمة، وقد ترجمه الشَّيخ الإمام العلاَّمة القاضي البارع مجموع الفضائل شهاب الدِّين أَبو العَبًّاس أَحمد بن فضل الله كاتب السرّ بالديار المصرية والشامية في «تاريخه» الًّذي ذكر فيه البلاد وما فيها من الأعيان والمشاهير والعلماء والأماثل فذكر اسمه ثمًّ قال: هو البحرُ من أيِّ النواحِي جِئتَه، والبدرُ من أيّ الضواحِي رأَيتَه، جَرَتْ آباؤُه لِشَأْوٍ ما قَنِعَ به، ولا وقفَ عنده طليحًا مُريحًا من تَعَبِه، طلبًا لا يَرضَى بِغاية، ولا يقضى له بنهاية. رَضَعَ ثَدْيَ العلم مُنذُ فُطِم، وطَلعَ الصباح ليُحَاكِيَهُ فَلُطِم، وقَطَعَ اللّيلَ والنهارَ دائبينِ، واتخذ العلمَ والعملَ صاحبَينِ، إِلى أَن أنسى السلَّفَ بِهُداه، وأَنْأَى الخَلَف عن بلوغ مَدَاه.
وَثَقَّفَ الله أمْرًا بات يَكلؤُهُ ... يَمضِي حُساماه فيه السيفُ والقلمُ
بهمَّةٍ في الثرايَّا أثرُ أَخْمَصِها ... وعَزْمَةٍ ليسَ من عادتِها السَّأَمُ
على أَنَّه من بيتٍ نشأ منه علماء في سالفِ الدُّهُور، ونسأت منه عْظَماء على المشاهير الشُّهور، فأحْيَا معالمَ بيتهِ القديم إذْ دَرَسَ، وجَنَى من فتنه الرَّطيبِ ما غَرَسَ، وأصبحَ في فضله آيةً إلاَّ أَنَّه أيةُ الحَرَسِ، عَرضَتْ له الكُدَى فزَحْزَحَها، وعارضَتْه البحارُ فضَحْضَحَها، ثمَّ إِنَّه كَانَ أُمَّةٌ وحده، وفردًا حتَّى نزلَ لَحْدَه. أّخْمَلَ من القُرَناءِ كلَّ عَظِيم، وأَخْمَدَ من أهل الفناءِ كلَّ قديم، ولم يكن منهم إلاَّ مَن يُجْفِل عنه إجفالَ الظَّليم، ويَتَضاءلُ لديه تَضاؤُلَ الغَرِيم.
مَا كانَ بعضُ الناسِ إلاّ مِثْلَما ... بعضُ الحصَا الياقوتةُ الحمراءُ
جاء في عصرٍ مأهولٍ بالعلماء، مشحونٍ بنجومِ السّماء، يَمُوجُ في جانبَيهِ بحورٌ خَضَارِمُ، ويطِيرُ بين خافِقيهِ نُسُورٌ قَشَاعِمُ، وتُشْرِقُ في أنديتهِ
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 600