نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 691
اللبادين [1] والفوارة. وكان الجَمْع أعظم من جمع الجمعة، ووضع الشَّيخ في موضع الجنائز، مما يلي المقصورة والجند يحفظون الجنازة من الزحام، وجلس الناس على غير صفوف، بل مرصوصين، لا يتمكن أحد من الجلوس والسجود إِلاَّ بكلفة. وكثر الناس كثرة لا توصف.
فلما أذن المؤذن للظهر أقيمت الصلاة عل السدة، بخلاف العادة، وصلوا الظهر، ثمَّ صلوا على الشَّيخ. وكان الإمام نائب الخطابة علاء الدين ابن الخراط لغيبة القزويني بالديار المصرية، ثمَّ ساروا به، والناس في بكاء ودعاء، وتهليل وتأسُّف، والنساء فوق الأسطحة من هناك إِلى المقبرة يدعين ويبكين أَيضًا. وكان يومًا مشهودًا، لم يعهد بدمشق مثله، ولم يتخلف من أهل البلد وحواضره إِلاَّ القليل من الضعفاء والمخدرات، وصرخ صارخ: هكذا تكون جنازة أهل السنة. فبكى الناس بكاء كثيرًا عند ذلك.
وأخرج من باب البريد، واشتد الزحام، وألقى على نعشه مناديلهم وعمائمهم، وصار النعش على الرءوس، يتقدم تارة، ويتأخر أخرى. وخرج الناس من أبواب الجامع كلها وهى مزدحمة. ثمَّ من أبواب المدينة كلها، لكن كَانَ المُعْظم من باب الفرج، ومنه خرجت الجنازة، وباب الفراديس، وباب النصر، وباب الجابية، وعظم الأمر بسوق الخيل.
وتقدم في الصلاة عليه هناك أخوه زين الدين عبد الرَّحمن.
ودفن وقت العصر أَو قبلها بيسير إِلى جانب أخيه شرف الدين [1] في "الذيل": "الميادين".
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 691