نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 728
{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ (55)}.
صلى عليه الزاهد القدوة محمَّد بن تمام، وأُخْرِجَ إِلى جامع دمشق، وكان الجمع أَعظم من جمع الجمع، ثمَّ ساروا به، والناس في بكاء وثناء وتهليل وتأسف، والنساء فوق الأسطحة، وكان يومًا مشهودًا، لم يعهد بدمشق مثله، ولم يتخلف من أهل البلد وحواضره إِلاَّ الضعفاء والمخدرات، وصرخ صارخ: هكذا تكون جنائز أهل السنة. فبكى الناس بكاءً كثيرًا عند ذلك. واشند الزحام، وألقى الناس على نعشه مناديلهم وعمائمهم، وصار النعش على الرؤوس، يتقدم تارة ويتأخر أخرى، وخرج الناس من أبواب المدينة كلها، ودفن وقت العصر، وحُزِر الرجال بستين ألفًا إِلى مائة الف وأكثر، والنساء بخمسة عشر ألفًا. وظهر بذلك قول الإمام أَحمد: «بيننا وبين أهل البدع يوم الجنائز»، وختم له ختمات كثيرة بالصالحية والمدينة، وتردد الناس إِلى زيارة قبره أيامًا كثيرة، ليلاً ونهارًا، ورؤيت له منامات كثيرة صالحة، ورثاه خلق من العلماء والشعراء بقصائد كثيرة من بلدان شتى، وأقطار متباعدة، وتأسف المسلمون لفقده، وصلي عليه صلاة الغائب في غالب بلاد الإِسلام القريبة والبعيدة، حتَّى في اليمن والصين. وأخبر المسافرون: أَنَّه نودى بأقصى الصين للصلاة عليه يوم الجمعة «الصلاة على ترجمان القرآن».
قال ابن رجب: وقد أفرد الحافظ محمد بن عبد الهادى له ترجمة في مجلدة، وكذلك أَبو حفص عمر بن على البغدادى البزار في كراريس. وإنما ذكرناها هنا على وجه الاختصار، وقد حدث الشَّيخ كثيرًا، وسمع منه خلق من الحفاظ والأئمة من الحديث، وخرج له ابن الوانى أربعين حديثًا حدث بها، انتهى.
نام کتاب : الجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون نویسنده : محمد عزير شمس جلد : 1 صفحه : 728