responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 168
ذلك منهم في حال السكر والغيبة، والسكران سُكرًا مباحًا غيرُ مؤاخَذ، ولا مكلَّف، انتهى حاصله وله ببلاد اليمن والروم صيتٌ عظيم، وهو من عجائب الزمان، وأثنى عليه الشيخ محمد بن سعد الكشني، قال المَقَّرِيُّ في "نفح الطيب": الشيخ الأكبر، ذو المحاسن التي تبهر، الصوفي، الفقيه المشهور، الظاهريّ، ثم أَطنب في ترجمته والثناء عليه من أهل العلم، وذكر نبذة من أشعاره الرائقة، منها قوله:
ما فازَ بالتَّوبةِ إلا الذي ... قد تابَ قِدْمًا والوَرَى نُوَّمُ
فمنْ يتبْ أدركَ مطلوبَه ... من توبةِ الناسِ ولا يعلَمُ
قال: وله من المحاسن ما لا يستوفى. وبالجملة: فهو حجة الله الظاهرة، وآيته الباهرة، أما كراماته، فلا تحصرها مجلدات. قال الشعراني: وقولُ المنكرين في حقه مثلُ غُثاء وهباء لا يُعبأ به. وبنى السلطان سليم خان على قبره مدرسة عظيمة، ورتب له الأوقاف. قال المَقَّرِي: وقد زرتُ قبره، وتبركت به مرارًا، رأيتُ لوائح الأنوار عليه ظاهرة، ولا يجد منصف محيدًا إلى إنكار ما يشاهد عند قبره من الأحوال الباهرة.
وكان يحدِّث بالإجازة العامة عن الحافظ السَّلفي، وأثنى عليه الإمام الصفي بن ظافر الأزدي في "رسالته"، وذكر له النعمان أفندي في "الروضة الغناء" ترجمة جميلة موجزة، وقال: إمام الصوفية، ورب طريقهم. ولد بمرسية سنة 560، وكان مسكنه في دمشق، وظهوره فيها، وبها نشر علومه، توفي في دمشق سنة 638، ألف في مناقبه ومواهبه الشيخ عبد الغني النابلسي مؤلفًا حسنًا سماه: "السر المختبي في ضريح ابن عربي"، وألف فيه أيضًا كتابًا جليلاً سماه: "الرد المتين على منتقص العارف محيي الدين"، والقوم لا ينقطعون عن زيارة الشيخ، يعتبرونه من أعظم أولياء، وفي كل يوم جمعة ترى مئاتٍ من الناس حول ضريحه للصلاة والزيارة، انتهى.
قلتُ: والمذهب الراجح فيه على ما ذهب إليه العلماء المحققون الجامعون بين العلم والعمل والشرع والسلوكِ: السكوتُ في شأنه، وصرفُ كلامه

نام کتاب : التاج المكلل من جواهر مآثر الطراز الآخر والأول نویسنده : صديق حسن خان    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست